لا تخرج فلسفة الزمن ومَنْطِقِه في الأدب عن النظرة الفلسفية للزمن، فقد قام الأدب على تلک الفلسفات، وکلما تقدم العلم وفرضياته حول الزمن تطورت نظرة الأدب للزمن ومعالجته، فنجد أن بعض الأعمال الأدبية قامت على نظرية العوالم المتوازية (Parallel Universes)، وهي بحد ذاتها تظهر کمّ البنى الزمنية التي ستقوم بمعالجتها في کل عالم من تلک العوالم،  فأتت فکرة کتابة هذه الورقة البحثية، حيث للأدب کلمته بشأن الزمن، هذا الکائن الهلامي الذي يتحکم بالشخوص وينحو بها نحو الموت وقدرة الخيال والوهم على تجاوز الزمن أحيانا والرکون إليه في أحيان أخرى، إذ ليس بالضرورة أن يکون الزمن کرونولوجيا (Chronology ). ففي هذه الرواية نجد عاملين زمنيين: أولهما: الزمن الذهني الذي يدور في ذهن الشخصية العصابية في الرواية، وآخرهما: الزمن السردي للعمل الأدبي بوصف الرواية عملا أدبيا. وقد ارتأينا أن نعالج القضية من خلال التمثيل برواية ديازيبام للکاتب العماني حسين العبري، وهي تتناول شخصية مختلة نفسيا وکيف يصل الزمن لديها إلى الدرجة صفر حيث لا زمن إذ کل شيء يبدو ساکنا حولها. وسيتم تناول الفکرة عن طريق استقراء اللغة وأزمنتها. أي تتبع أزمنة الأفعال الواردة في الرواية وتحليل دلالاتها.  لذلک ستنطلق هذه الورقة من إشکاليات متعددة منها: ما الإيقاع الزمني الذي يحرک الأدب وفي رواية ديازيبام بشکل خاص؟ وما مدى معقولية هذا الإيقاع؟ وأخيرا کيف نرى الزمان في الأدب أ متزن ومنظم أم أنه ينزع إلى الفوضى؟ ونهدف من هذه الدراسة تبين تأثير النظريات الفلسفية في الزمن على جدية تعامل الأدب معه، ومدى دقة تعامل الأدب مع الزمن وجديته، وتأثير کل ذلک على جودة السرد.   ونطمح من خلال هذه الورقة إلى إيجاد أرضيات أکثر دقة في التعامل مع الزمن في الأدب تکون بمثابة أدوات يمکن الاحتکام إليها تاليا.