Subjects
-Abstract
هذه الأملية اختبار في التأويل يقصد التعرف على جواب محتمل السؤال عن أحوال السؤال نفسه وفعالياته في المجالين الفيزيائي والانطولوجي. وهو على ظني، اختبار فيه مشقة ولطف.. ذلک بأنه ينطوي على ابعاد متداخلة لا تتوقف على السؤال عن الشيء وشيئيته، أو عند السؤال عن الانسان وفرادته بما هو کائن يسأل، ولا کذلک لدى التساؤل عن سر الوجود المطلق.. وانما أساساً على السؤال نفسه بوصفه سؤالاً. أما السؤال عن ماهية السؤال والجواب عليه في کلا الزمنين (الفيزيائي والانطولوجي) فقد ارتأينا ترتيبه على منازل ثلاثة:
- سؤال فانٍ. وهو سؤال يتبدد ويزول بزوال الشيء وتبدّده.
- سؤال باقٍ. وهو السؤال اللاّفاني، ويتعلق بالتعرف على واجب الوجود ورعايته للموجودات.
- سؤال يترجح بين الفناء والبقاء. وهو يعني الإنسان ببعدية الفيزيائي والروحي.
* * *
تفصح جوهرية السؤال عن إرادة التعرف على الشيء في اللحظة التي يستعد فيها ذلک الشيء للإعلان عن نفسه. ففي هذه الآنيّة الطفيفة يتخذ السؤال مکانته ويکتسب صفته الوجودية. في هذه اللحظة أيضاً تتوثب همّة السائل من أجل التعرف على ماهية ذلک الشيء وهويته. لکن هذا التوثب ما کان ليظهر بالسؤال لولا أن الشيء نفسه استمال جزءاً من نفس السائل ومن تحيّزه في الزمان والمکان. هنا يجري الکلام على نحو دقيق حول مکانة السؤال في الأفق الميتافيزيقي. إذ عندما يصدر السؤال ولا غاية له إلا معرفة الشيء في ذاته، ولماذا صدر في هذه الآونة أو تلک بالذات، فذلک يدل على مکانته الاصيلة والمؤسِّسة في التفکير الميتافيزيقي. بل أبعد من هذا نجيز القول ان السؤال يشکل عنصر التناظر الأول مع الاحتجاب الوجودي وغموضه. يجري ذلک، سواء تعلق الأمر بالغيب کمقولة أنطولوجية أزلية، أم بفناء الموجود کظاهرة طبيعية فانية. وإذاً فالسؤال الذي ينبغي ان يستعاد في هذا الشأن المعرفي بالذات، يدخل کضرورة متجددة في التفلسف المعاصر. إذ بسبب من غيبة هذا السؤال وتغييبه انحدر التفلسف الى دنيا الماهيات الفانية وغفل عن مهمته الأصلية.
في متاخمتنا للسؤال عن أحوال السؤال، سنکون بازاء مقول ميتافيزيقي يضاعف مما ذهبت اليه الأرسطية في تعريف الفلسفة "بکونها عبارة عن أسئلة، الاصل فيها دهشة الانسان من الظواهر التي تحيط به". لکن ظاهرة السؤال هي الظاهرة الأکثر هولاً وادهاشاً في اختبارات العقل الانساني. إذ حين يُسأل عن السؤال وأحواله لا يعود ثمة مسافة بين السائل وسؤاله، ولا بينه وبين الإجابة المحتملة. وعند ذاک يصير السائل والسؤال والموضوع المسؤول عنه کينونه واحدة. إلا أن هذه الکينونة تبقى غير محددة وغير منجزة ما دامت لم تتلقَ جواباً عما تطلبه لتدخل عالم التحيُّز. ولکي تحصِّل الکينونة الانسانية الجواب عما يفصح عنها کماهية وهوية ودور عليها ان تتطلع الى المقبل بسؤال مفارق يوصل فيه الأنطولوجي والتاريخي من دون اي انفصال. فهناک تتهيّأ للتلقي. حيث الجواب الحيّ على السؤال الحيّ يتأتى بالإقبال المتبادل في اللحظة التي يسمع فيها النداء.
مفکر واستاذ محاضر في الفلسفة والإلهيات- لبنان.
- رئيس مرکز دلتا للأبحاث المعمَقة.
- مدير التحرير المرکزي لفصلية "الاستغراب".
DOI
10.21608/philos.2019.121764
Authors
MiddleName
-Affiliation
مفکر وأستاذ محاضر في الفلسفة – دکتواراه في الفلسفة والتصوّف النظري
رئيس مرکز دلتا للأبحاث المعمقة – لبنان
مدير التحرير المرکزي لفصلية "الاستغراب"
Email
-City
-Orcid
-Link
https://philos.journals.ekb.eg/article_121764.html
Detail API
https://philos.journals.ekb.eg/service?article_code=121764
Publication Title
سلسلة أبحاث المؤتمر السنوي الدولي" کيف نقرأ الفلسفة"
Publication Link
https://philos.journals.ekb.eg/
MainTitle
ميتافيزيقا السؤال دربة الاستفهام عن الوجود في زمانيته ولا زمانيته.