تعددت المذاهب الفلسفية الهندية التى تناولت مفهوم الزمان بالبحث والتحليل,حيث أکدت بعضها حقيقته بينما أنکرت الأخرى تلک الحقيقة, کما اختلفت أيضاَ فى تعين ماهيته الميتافيزيقية :ما بين الواحدية والتعددية والثنائية ,وذلک وفقاَ لرؤية تلک المذاهب للواقع وحقيقته.
أما إشکالية تلک الدراسة فتنطلق من محاولة التحقق من تلک الإشارات العديدة والتى تزعم إما أنه ليس هناک فکر شرقى قديم قد تناول بإسهاب وبصورة فلسفية مفهوم الزمان وإنما کان ذلک المفهوم موضوعاَ لرؤى مبتسرة وشذرات متناثرة , وإما أنه – أى الفکر الشرقى القدبم – کان غارقاَ فى السکون والثبات إلى الحد الذى تلاشت فيه الصيرورة داخل الکينونة .
أما عن تساؤلات تلک الدراسة فتأتى على النحو التالى :
- هل يعد الزمان تصوراَ حسياّ عينياَ له صفته الموضوعية ووجوده الحقيقى , أم أنه مجرد تصور ذهنى أو مقولة ذاتية ؟ وکيف ينطبق هذا على الفکر الهندى القديم ؟
- هل يعد الزمان متناهياَ بوصفه مظهراَ من مظاهر الوجود المادى أم أنه غير متناه ؟ وما الفرق بين الأزلية التى هى ديمومة الثبات والزمان الذى هو مقياس الحرکة والتغير ؟
- کيف يقاس الزمان ؟ وما مفرداته ؟ وهل يعد کماَ منفصلاَ أم متصلاَ ؟ وما صلته بالاّن وبالمادة ومظاهرها المختلفة : کالحرکة و الزمان ؟
- کيف جاء مفهوم "الجينية" عن الزمان مرتبطاَ بميتافيزيقاها عن الواقع و الجوهر والجيفا والأجيفا ؟ وما مفهومها عن الأزلية وکيف تشابهت فى ذلک مع الفکر اليونانى اللاحق ؟
- ما المفاهيم التى تناولتها کل من "الفيدانتا" و "الماهايانا" والتى ترتبط بميتافيزيقا الزمان لديهما ؟ وإلى أى مدى اقتربت من تلک المفاهيم الواردة فى الفلسفة اليونانية ؟
- ما مفهوم الزمان الذرى فى الفلسفة الهندية وکيف ارتبط بمبدأ اللحظية ؟
- ما مفهوم الزمان فى "النيايا – فاشيسکا" ؟ وما سماته الأنطولوجية ؟وکيف يمکن إدراکه وفقاَ لها ؟