في ظل تحولات وتغيرات معرفية وعلمية وتکنولوجية ورقمية غير مسبوقة يشهدها العالم في کل المجالات والميادين الحياتية، وفي إطار ما يشهده سوق العمل المحلي والعالمي من تصاعدات في مطالبه، جاءت کانعکاس مباشر لهذه التحولات والتغيرات، وبما أسفر عن وجود توقعات کبيرة لوظائف جديدة يتطلبها سوق العمل، وتعد نتاجا مباشرا للثورة المعرفية والتکنولوجية والرقمية، فإن التعليم الجامعي المنوط به اعداد  کوادر وکفاءات من خريجيه للوفاء باحتياجات سوق العمل، کاستثمار لرأس المال البشري، يصبح في وضعية آنية وحيوية لتطوير أنظمته وسياساته وبرامجه واستراتيجياته وآليات تقويم مخرجاته، للوفاء باحتياجات ومتطلبات هذه الوظائف المتوقعة، والتي أصبحت واقعا تم استشراف أبعاده وفقا لتقارير الوظائف العالمية .  
   وتستهدف الورقة البحثية الحالية تقديم رؤية مستقبلية لتطوير التعليم الجامعي المصري في ضوء الوظائف المتوقعة لسوق العمل، مستعرضة واقع التعليم الجامعي المصري وأهم مشکلات ربط مخرجاته بسوق العمل، وکذلک استعرض أهم الوظائف المتوقعة لسوق العمل اتساقا مع التغيرات الکبيرة المصاحبة للثورة المعرفية والتکنولوجية والرقمية، وتحديد ملامح لهذه الرؤية  المقترحة لتطوير التعليم الجامعي المصري، لکي يلبي متطلبات الوظائف الجديدة من خلال اعداد خريجين عصريين متمکنين من المهارات والکفايات المتطلبة لهذه الوظائف .وتم وصف الرکائز الأساسية التي تقوم عليها الرؤية المستقبلية، والمتطلبات اللازمة لتفعيلها، والمعوقات المتوقعة لها، وإجراءات التغلب على هذه المعوقات المفترضة .