استطاعت سنغافورة تحقيق معجزة اقتصادية من خلال اتباعها لمجموعة من السياسات الناجحة تمحورت حول جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة مما مکنها من أن تحتل المرتبة الثالثة في عام 2019 والخامسة في عام 2020 على مستوي الدول العشرين الأکبر في التدفقات الواردة للاستثمارات الأجنبية المباشرة على مستوي العالم.
ومن ثم تهدف هذه الدراسة إلى إبراز العوامل المحددة للاستثمار الأجنبي المباشر في سنغافورة، ومدى تأثيرها علي زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة إليها، وبالتالي تقديم نموذج يحتذى به للدول النامية بشأن هذه العوامل حتى يمکن الاقتداء بها في سبيل زيادة حجم الاستثمارات الوافدة اليها. وتستخدم هذه الدراسة نموذج الفروق مع استخدام أسلوب الانحدار الذاتي ذو الفجوات المبطأة الموزعة (ARDL) ومنهجية اختبار الحدود للتکامل المشترک Bounds Test ونموذج تصحيح الأخطاء (ECM) لاختبار العلاقة بين زيادة درجة الانفتاح الاقتصادي، والتوسع في البنية التحتية، وزيادة درجة الحرية الاقتصادية (کمتغيرات مستقلة) وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر (کمتغير تابع) في سنغافورة في الاجلين القصير والطويل.
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج ومنها وجود علاقة طردية ذات دلالة إحصائية عند مستوي معنوية 5% بين کل من زيادة درجة الانفتاح الاقتصادي، وزيادة الحرية الاقتصادية، والتوسع في البنية التحتية من ناحية، وزيادة التدفقات الاستثمارية المباشرة الواردة إلى سنغافورة من ناحية اخري.