تعتبر الرعاية التلطيفية أحد الاتجاهات التي ترکز على تخفيف ومنع المعاناة التي يعاني منها المرضى، وبخلاف الرعاية في المأوى، فإن الطب التلطيفي يناسب المرضى في کل مراحل المرض، بما في ذلک أولئک الذين يخضعون للعلاج من الأمراض التي يمکن الشفاء منها وأولئک الذين يعانون من الأمراض المزمنة، والذين يقتربون من نهاية الحياة ومن هذ المنطلق فقد صار أسر الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وذوى الاضطرابات النمائية ﻓﻲ أﻣّس اﻟﺣﺎﺟﺔ للإﺳﺗﻔﺎدة ﻣنها ومن تطورها العلمي والعملي واﻟذي ألقى بظلاله ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻧﺔ الخدمة الاجتماعية والممارسين لها خاصة أولئک الذين يتعاملون مع أطفال التوحد وأسرهم ﺳواء ﻣن ﺣﯾث ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻬﺎ أو زﯾﺎدة ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎﻻﺗﻬﺎ ﻟﺗوظﯾﻔﻬﺎ وإﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻓﻲ إطﺎر الإﺗﺻﺎل اﻟمهني الجيد ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن المستفيدين من مجالاتها ﻛﻣﺎ أدى ﺗزاﯾد أعداد أطفال التوحد إﻟﻰ إﻫﺗﻣﺎﻣﻬﺎ لمساعدة أکبر ﻋدد ﻣنهم ﺳواءً ﻛﺎن ذﻟک ﻣن ﺧﻼل تنمية مهاراتهم ومساعدتهم على التکيف والتعايش مع معاناتهم الى جانب محاولة استثمار بقايا مهاراتهم وتنميتها ليکونوا قادرين على مساعدة أنفسهم وﻫذا ﻻ ﯾﺗﺄﺗﻰ إﻻ ﻣن ﺧﻼل أخصائيين اجتماعيين مدريبن على اعلى مستوى ويتمتعون بمهارة تطبيق الاتجاهات الحديثة فى هذا المجال مثل اتجاه الرعاية التلطيفية ومن هنا کان الاتجاه لدراسة هذا الموضوع.
وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التي يمکن من خلالها الحصول علي معلومات دقيقة تصور الواقع وتشخصه وتسهم في تحليل ظواهره، والتي تقوم علي تقرير خصائص معينة أو موقف تغلب عليه صفة التحديد، لذا فالدراسة الحالية تستهدف تحديد الاحتياجات التدريبية المرتبطة بتنمية الأداء المهنى للأخصائيين الإجتماعيين بإستخدام الرعاية التلطيفية مع أسر أطفال التوحد من خلال الاستشهاد في هذا الوصف والتحليل بمعطيات الدراسات السابقة والإطار النظري المرتبط بموضوع الدراسة،