کانت بداية ظهور مفهوم التنمر لدى تلاميذ المدارس له مديوله لدى الباحثين؛ حيث أن معظم الباحثين قد ربط بين هذا السلوک، والبيئة المدرسية بوصفها المکان الأکثر صلاحية لنشأة، وممارسة هذا السلوک، والذى يترتب عليه العديد من الآثار السلبية النفسية، و الاجتماعية، والانفعالية، والأکاديمية التى تترک انعکاساتها على کل من المتنمر، والضحية 0 وعلى الرغم من أن سلوک التنمر فى البيئة المدرسية ارتبط ظهوره بنشأة هذه المؤسسات التربوية، إلاَ أن الباحثين المهتمون بالعلاقات الاجتماعية لم يهتموا بتلک الظاهرة، ولم يأخذوها بمحمل الجد ،على اعتبار أن ما يحدث بين التلاميذ فى المدارس هو نوع من أنواع الدعابة البسيطة التى لا تتعدى حدود الممازحة العابرة بين الأقران، والتى تظهر ثم لا تلبث أن تتلاشى تلقائياً 0 ويُعد التنمر المدرسى بما يحمله من عدوان تجاه الآخرين سواء أکان بصورة جسدية، أو لفظية، أو نفسية، أو اجتماعية، أو إلکترونية من المشکلات التى لها آثار سلبية سواء على القائم بالتنمر، أو على ضحية التنمر ، أو على البيئة المدرسية بأکملها، کما أنه قد ينسحب من المشارکة فى الأنشطة المدرسية، أو يهرب من المدرسة خوفاً من المتنمرين، أما بالنسبة للمتنمر فإنه قد يتعرض للحرمان، أو الطرد من المدرسة، وکذلک يُظهر قصورا ًمن الاستفادة من البرامج التعليمية المقدمة له، کما أنه قد ينخرط مستقبلاً فى الأعمال الإجرامية الخطيرة 0
ومن هنا اهتم الباحث فى الدراسة الحالية بالتأکيد على الاهتمام بمشکلة التنمر المدرسى لدى طلاب المدارس الإعدادية باعتبار أنهم أهم فئة تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، والرعاية، والنصح، والإرشاد، والتوجيه الصحيح، وکيفية مواجهتها؛ وذلک باستخدام المسح الاجتماعى الشامل للأخصائيين الاجتماعين وبالعينة للطلبة .