إن التجديد أمر مطلوب شرعاً بما کلف الله به هذه الأمة من التبليغ، ولا تتمکن الأمة من التبليغ إلا بالتأمل في الخطاب القرآني، وإدراک مدى التنوع في تناوله القضايا الدينية،والتعامل مع تنوع أنماط الشخصية، ومستويات الدلالة التي تناسبها؛ مما يدل على ضرورة التجديد والتنويع في عرض القضايا والتکليفات بما يتناسب مع أحوال المکلفين وأفهامهم، ومما ينبغي إدراکه والتأکيد عليه أن التجديد صورة من صور التغيير, والتغيير سنة کونية، خاصة وأن العصر الحديث الذي نعيش فيه يواجه تغيرات شتى ومستجدات عدة. وما من شک أن حاجة الأمة إلى التجديد في الوقت الحالي أشد من حاجتها إليه في أي وقت مضى؛ وذلک لقوة وسعة وجود أحوال وقيم وسلوکيات غريبة ليست من دين الله، ولا تعبر عن غاياته وأهدافه؛ ولاجتياح تيارات فکرية وثقافية لا تمت إلى ديننا الحنيف بصلة. والتجديد بهذا المعنى إنما يعني "إحياء ما اندرس من دين الله  وإزالة الشبهات والغشاوات والجهالات عن مفاهيم هذا الدين؛ لأنه هو في ذاته وفي جملته وتفاصيله جديد لا يتقادم، وهو فينا اليوم کيوم نزوله؛ لأن الله سبحانه وتعالى أنزله للناس کافة، في الأزمنة کلها، والأطوار الحضارية والثقافية کلها، وهذا من إعجازه ومن سر الإله فيه