إن المتأمل لخريطة العالم يجد أنها لا تخلو منطقة من حوادث - تکاد تکون يومية - تتصل من قريب أو من بعيد بالتعصب ، والمجتمع المصري - شأنه في ذلک شأن المجتمعات الأخرى - يعاني من هذه الظاهرة والتي لم تصل في شدتها من قبل لمثل ما وصلت إليه الآن ، وقد تصدي المفکرون والباحثون لهذه الظاهرة بالدراسة علي اختلاف مسمياتها عندهم ، وتنوع أبعادها ، وأسبابها من وجهة نظرهم ، إلا أن الملاحظ أن الدراسات النفسية - رغم أهميتها - لم تقدم إسهامًا يتناسب مع مکانتها في مجال دراسة هذه الظاهرة ــ لاسيما الدراسات العربية - ولقد أثر إحجام الباحثين في مجال الدراسات النفسية عن إعطاء هذه الظاهرة الأهمية المناسبة لها حـتي أن محرر مجلة الدراسات النفسية بعد أن استنهض الباحثين في عدد سابق فقد ألقي باللوم علي الباحثين وعدم اهتمامهم بدراسة التطرف وراح يلتمس لهم العذر حينا ويعنف حينا آخر لذلک فقد أولي الباحثون في مجال علم النفس الاجتماعي اهتماما کبير بموضوع التعصب ،
أو بالمعني الأعم الاتجاهات التعصبية بين الجماعات والسعي إلي تحديد أسبابها ، ووصف مظاهرها ، وسبل التقليل منها أو التخفف من حدتها ، ويصدق هذا بشکل أکبر علي صورالتعصب السلبي ، وقد تشابک مفهوم الاتجاه التعصبي مع الکثير من المفاهيم مثل : التطرف ، التحيز ، التمييز ، العنصرية في غياب التحديد الواضح للمفاهيم واللغة الاصطلاحية المشترکة