السمات الفنية للفکر البنائي ودورها في تطور تاريخ الفن الحديث والمعاصر.
يعتبر الفکر البنائي هو المحرک الأساسي لظهور الاتجاهات الفنية الحديثة والمعاصرة لما يتميع به من فکر وفلسفة قائمة على العلوم التطبيقية ودورها في استحداث منطلقات فکرية جديدة تتسم بالحداثة ورابطها بالواقع المرئي للطبيعة ونظمها الهندسية ،مع التأکيد علي دور العلم والوسائط التعبيرية المستحدثة مثل خيوط السيزل وشرائح البلاستيک والمعدن والفولاذ وغيرها من الخامات المستحدثة لتحقيق الفکر الحديث والمعاصر بالفنون عامة وفن التصوير والنحت بصفة خاصة مما ساهم في تطور تاريخ الفن الحديث والمعاصر بصورة غير مسبوقة من ذي قبل.
ومن هذا المنطلق أراد الباحث ان يبين کيفية بزوغ الفن الحديث والمعاصر من خلال دراسة الفکر البنائي وتبيان اثرة على الفنون الحديثة وما استجد من أنماط تعبيرية جديدة غيرت بطبعها مدرکات الشکل وعلاقته بالنظم البنائية الهندسية للصورة وما يشتق منها من اتجاهات حديثة ومعاصرة تعاقبت على مر السنين لتؤکد ان الفکر البنائي هو المخزون الحقيقي والمعرفي لبزوغ تلک الاتجاهات الحديثة مع عدم اغفال دور أسلوب الفنان في صياغة أفکاره التعبيرية.
ومن هذه الدراسة يعتبر الباحث ان بداية تاريخ الفن الحديث والمعاصر هو مع بداية انتشار الفکر البنائي عام 1913 حتى الآن.