تمثل التنمية المهنية للمعلم أحد أهم الرکائز المحورية في سلم أولويات المنظمات التعليمية. وذلک باعتبارها أحد المداخل الحديثة متعددة الاتجاهات التي تشغل اهتمام المسئولين عن قضايا إصلاح التعليم في الوقت الحالي لکونها ترکز على الارتقاء بأفکار المعلمين وتعزيز خبراتهم وتجويد مهاراتهم في الجوانب المعرفية والوجدانية والمهارية لمواجهة تحديات العصر، فهي ترکز على الممارسة الفعلية للمهنة والربط بين المعرفة النظرية والتطبيق. وتشير التنمية المهنية إلى کونها عملية نمو مستمرة وشاملة لجميع مقومات المهنة، من خلال مجموعة من السياسات والبرامج والممارسات، لتأهيلهم مهنيًا وتعزيز خبراتهم وتطوير قدراتهم الأکاديمية والمهارية والوجدانية. وبمراجعة الأثر التنموي لبرامج التنمية المهنية للمعلمين، نجد أنه يشير إلى عدم تحقيقها لما هو مأمول منها، حيث أشارت العديد من الدراسات في نتائجها إلي وجود کم من المشکلات المتعلقة ببرامج التنمية المهنية للمعلمين بمصر منها : ضعف التنسيق بين الجهات المنوط بها تخطيط وتنفيذ هذه البرامج، موقف المعلمين السلبى منه، اتسامها بالطابع النظري التلقيني، وندرة الأساليب العملية التي تؤدى إلى اکتساب مهارات فعلية کأساليب دراسة الحالة، وورش العمل، والتعامل مع التقنيات الحديثة، وضعف مستواها فهي لا تؤهلهم للقيام بالمهام التعليمية المتزايدة.