هدفت الدراسة الحالية إلى طرح تصور مقترح لدور مؤسسات التربية في تعزيز صحة المرأة في مرحلة انقطاع الطمث - وهو ما يطلق عليها بالمفهوم الدراج " سن اليأس" وقد استخدم البحث الحالي مصطلح " سن الأمان " بديلاً  يحمل معه توجهات إيجابية للمرأة في تلک المرحلة – هذا التصور المقترح يراعي الفوارق الثقافية والاجتماعية للمرأة المصرية  لتحسين وضعها الصحي بما يعود بالنفع على المجتمع بشکل عام . واستخدم البحث الحالي المنهج الوصفي التحليلي لتحليل الظاهرة موضوع الدراسة وذلک من خلال مراجعة الأدب النظري الذي تناول تلک الظاهرة، والقيام بدراسة ميدانية للوقوف على مدى الوعي الصحي للمرأة المصرية في الريف والحضر بطبيعة المرحلة، ورؤيتهن الخاصة لها . واقتصرت عينة الدراسة على 156 امرأة منهن 40 من الريف و 125  من الحضر . وتوصلت الدراسة لنتائج من أهمها؛ تعاني المرأة في الريف من الأعراض الجسمية أکثر من المرأة في المدن التي عانت من الأعراض النفسية . ظهرت النظرة السلبية لدى المرأة في الريف أعلى من المرأة في المدن التي اعتبرت تلک المرحلة مرحلة الحرية . وکان هناک علاقة بين المستوى التعليمي وکذلک العامل الاقتصادي ومعاناة المرأة في تلک المرحلة، وکذلک وعيها بالأعراض الجسدية والنفسية . وأظهرت النتائج وجود دلالة إحصائية عالية لدى النساء في الريف والمدن في مصدر المعلومات من المرکز الصحي أو المستشفى وکذلک الأمهات والأقارب وکذلک الطب الشعبي  لکن کانت النسبة اکثر لدى النساء في الريف أعلى خاصة في الاعتماد على العلاج الشعبي . أما لجوء المرأة إلى ممارسة العبادات الروحية کانت الوسيلة الأکثر إيجابية بين النساء في الريف والمدن على السواء . أما نظرة المرأة في الريف والمدن إلى طبيعة المرحلة کانت إيجابية بنسبة کبيرة وصلت 84.8,% . أما عن المسمى المفضل لديهن حاز مصطلح " سن النضج والحکمة " نسبة 77.6 % ، بينما مصطلح " سن الأمان " جاء في المرتبة الثانية بنسبة 50.3 % . أما " سن اليأس " فقد سجل 15.8 % . وقدمت الدراسة تصور مقترح للمؤسسات التربوية لنشر الوعي الصحي لدى المرأة في تلک المرحلة وفق أسس تربوية وعلمية ونفسية، وخطوات إجرائية لتحقيق هذا التصور .