يسعي هذا البحث إلى دراسة الصور البلاغية من منظور تتبدى فيه أسلوبية الخطاب في البناء الفني التصويري في سورة محمد, وأثرها في نقل الإحساسات والعواطف للمتلقي؛ کي تعبر عن الفکرة بطريقة حيوية، تزخر بالعاطفة والتجربة والانفعال.
فقد توزعت علوم العربية في رحاب القرآن، وتعددت فنونها، وتشعبت فروعها؛ لذلک تسعى هذه الدراسة إلى استظهار مکنونات اللغة في القرآن الکريم ، واستکشاف أسرارها، وسبر أغوارها، واستبيان قيمها الفنية والجمالية.
وتعد أسلوبية الخطاب حجر الأساس في الدراسات النصية الحديثة، ويقصد بها خروج المبدع عن النسق المألوف للغة؛ ليحقق من وراء ذلک وظائف أسلوبية وجمالية تحدث تأثيراً خاصاً عند المتلقي؛ فتؤدي إلى کسر أفق التوقع عند القارئ ، فهي أسلوب من أساليب صياغة الکلام، وتقنية من تقنيات اللغة، ومظهر من مظاهر الإعجاز البياني، وهي من أکثر الظواهر الأسلوبية في القرآن الکريم، لکنها لم تظفر بدراسات مستقلة تحاول رصد صورها، واستجلاء ما تشفّه من صور فنية وجمالية ؛ لذلک يسعى هذه البحث إلى تحليل سورة محمد تحليلاً أسلوبيا؛ لتتبع مواضع العدول الاستبدالي والترکيبي فيها .