يتناول هذا البحث دراسة مستويات البناء الشعري عند ابن الأبار البلنسي حيث يتخذ من النص الشعري عند هذا الشاعر مصدرًا تنهض عليه هذه الرؤية المقترحة لتناول النص الشعري بوصفه بناءً لغويًا تتعدد مستوياته التي تساعد في إضاءة النص الشعري على النحو الذي توصلت إليه هذه الدراسة في فصولها الأربعة.
فالشعر بناء لغوي يتم بطريقة مخصوصة على مستوى الجوانب الصوتية والترکيبية، والتصويرية، والمعجم الشعري، وتکتسب هذه الرؤية لدراسة النص الشعري مشروعيتها وفرادتها من خصوصية البناء الشعري لدى کل مشاعر والتشکيل الجمالي بعناصره ومستوياته.
ونقصد بمستويات البناء الشعري: دراسة الترکيب الشعري المعقد المتداخل الذي تتحقق به بنية النص الشعري، والذي تنتظم به کل العناصر والمستويات، مما يعني أن کل عنصر يدرس منفردًا، وکل مستوى يتصف بطابع دلالي، حيث لا شعر بدون دلالة، ومما دفعني إلي دراسة هذا الموضوع أن الدرس النقدي للنص الشعري بحاجة إلي طرائق جديدة متنوعة تکون مستمدة من حقول معرفية مختلفة تعين على الإحاطة بالبناء الشعري، فنحن دون شک بحاجة إلي: تحليل أسلوبي ندرس من خلاله مکونات الظاهرة الشعرية في شعر ابن الأبار البلنسي کما أننا نحتاج إلي تحليل لبنية هذا الشعر من أجل الوقوف على العلاقات التي تربط بين کل العناصر والمستويات.
درس البحث المفردات التي ترددت کثيرًا في شعر ابن الأبار وکشفت عن اهتماماته المختلفة من نحو: مفردات الزمن والمکان، والألوان والطبيعية.