يدور هذا البحث حول الصورة الشعرية عند الدکتور "حامد طاهر"؛ باعتبارها مستوىً من مستويات البناء الشعري, في محاولة من الباحث لاتخاذ أشعار الدکتور "حامد طاهر" مصدرا تنهض عليه رؤية مقترحة لتناول النص الشعري بوصفه بناء لغويا تتعدد مستوياتُه, وخلق مساحات أوسع لدلالات النص الشعري عن طريق تضافر عدة مستويات منها ؛ المستوى الصوتي, والمستوى الترکيبي, والمستوى التصويري, والمستوى المعجمي.
تعد "الصورة الشعرية" من أهم عناصر البناء الشعري ؛ حيث تعتبر أوضح أداة تقودنا إلى استکشاف تجربة الشاعر والخوض في أعماقها, فهو بذلک من الرکائز الأساسية التي تُبنى عليها دراسة النص الشعري الحديث؛ فالشاعر يقدّم رؤية خاصة لواقعه حسب إدراکه له إدراکا متميزا يختلف عن الآخرين؛ فيحشد طاقة الکلمة؛ ليسمو بها إلى آفاق أبعد وأوسع من حدود العامة, مکونا بتراصها صورا شعرية تسمو إلى آفاق اللغة, وتلک الصورة تتکون في مخيلته مع تفاعلها مع النص الشعري, وهي بذلک ليست منفصلة عنه, وبذلک تکون جمالية الشعر وقوة دلالاته تکمن في "الإيحاء عن طريق الصور الشعريّة لا في التصريح بالأفکار المجرّدة.