تواجه کثير من الدول النامية مشکلة التضخم الحضري السريع الذي تم بفعل الهجرة المتزايدة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، بالإضافة إلى الزيادات السکانية الطبيعية داخل المدن وأطرافها الحضرية، مما أدى إلى وجود مشاکل عديدة منها ما لها علاقة بالارتفاع الحادث الآن في مستويات الأسعار بالحضر، وغيرها من المشکلات الاجتماعية، والتي تتسبب أحيانا في قطع الروابط الاجتماعية، والتأثير على النظم والمؤسسات الاجتماعية ، فهجرة السکان من الريف إلى الأطراف الحضرية للمدن تؤدي إلى وجود مشکلات عديدة منها: الاجتماعية، والصحية، والثقافية والتعليمية، والاقتصادية، والخاصة بالسکن والتي تنعکس آثارها على أنماط الحياة، في المجتمع الحضري، ومن ابرز آثارها ترييف الحضر، ولم تکن ظاهرة الترييف في المدن حديث العهد بل تعود إلى سنوات ماضية حينما حدثت زيادة سکانية متسارعة ترتبت عليها حرکة نزوح من الريف إلى المدن، وفي الوقت ذاته لم تکن هذه المدن مهيأة لاستقبال هؤلاء النازحين سواء أکان ذلک مرتبطًا بتوفير مناطق سکنية أو أنشطة عملية أو خدمات عامة، وهو ما انعکس بشکل مباشر على الحياة الحضرية في تلک المدن، فيما يطلق عليه "عوامل الطرد القسرية في مواجهة عوامل الجذب الکامنة".