يتناول هذا البحث خصائص التجربة الصوفية عند اثنين من المفکرين، وهما الدکتور وولتر ستيس ، والبروفيسور إبراهيم ياسين ، حيث يتعرض الباحث لدراسة الخصائص المشترکة للتجارب الصوفية فى رؤية کل منهما، ويبحث أوجه الاتفاق والاختلاف ، کما أنه يناقش الزمان في التجربة الصوفية، والطابع الفردي للتجربة الصوفية ، والجمال في التجربة الصوفية ،ومجاوزتها للزمان والمکان ، وکونها لا توصف ، وعدم قدرتنا على الحکم عليها منطقياً، وقد تعرض لها الباحث في المسيحية والبوذية والإسلام.
اتفق کلاً من الدکتور ستيس والبروفيسور ياسين على أن التجربة لا توصف أو هسي عصية على الوصف ، لا يستطيع الصوفي أن يعبر عنها لأنها من عالم آخر غير عالم اللغة التي يعيش فه الناس ، ولأن اللغة وضعية تعبر عن معاني قائمة بالفعل تحت مظلة العقل ، بينما مشاهدات الصوفي تتجاوز العقل ، وبالتالي فهي تتجاوز اللغة.
اتفق کلاً منهما على أن من خصائص التجربة الصوفية أنها برقية وسريعة وخاطفة ، وأنها لحظية ، تکون کومضة أو برق خاطف ، رغم أن الصوفي يعاين فيها النور ويحصل فيها على المعرفة ، فهي مصاحبة لنوع من التصور الحدسي المفاجيء ، يلمع بسرعة ثم يخمد أيضاً ، لکنه يحمل معان عميقة ، وتنويراً للصوفي.