يتناول هذا البحث أبنية الأفعال في ديوان حافظ إبراهيم (المَدائِح وَالتَّهاني نموذجاً)، حيث تَنَاول الأبْنيِة الْمُجَرَّدة، ثُمَّ الْمَزِيْدة بِحَرْفٍ، وَحَرْفَيْنِ، وَثَلاثَةٍ. وذَلِکَ مِنْ خِلالِ اسْتِقْصَاءِ مَعَاني هَذِه الأَبْنِيةِ عِنْد عُلَماءِ اللُّغة، ثُمَّ بيان هَذِهِ المَعَاني في شِعر حافِظ إبراهيم.
ويطلق مصطلح " فعل مُجرد" في اللغة العربية؛ على الأفعال التي تَتَألّف من الحدِّ الأدنى من الأحرفِ المُعبرة عن الدَّلالة العامة للکلمة، أما الفعل "المزيد"؛ فهو الذي زيد فيه حرف أو أکثر على الأحرف الأصلية للکلمة. والأفعال المزيدة إمَّا ثُلاثية أو رباعية ولم يَتَحدث عُلماء الصَّرف عن الخماسي في کُتبهم، ولا نطقه العرب في خِطابهم.
إنَّ مَهَمَّة الباحِثِ في هذا البحث تَبْدَأُ مِنَ التَّنْقيب عَنْ هذه الْحُقُولِ وَصِيَاغتها، وهذا يقتضي مِنَ البَاحِثِ إجْراءُ عَمَليَّةٍ اسْتِقْصَائيةٍ للألفاظِ الدَّالة على المدائحِ والتَّهاني في ديوان حافظ إبراهيم، قَبْلَ أنْ يَبْدأَ بِبَحْثِ بِنَاءِ هَذِهِ الْحُقولِ، وَالْقِيَامِ بِتَصْنيفها صَرْفِيَّاً وَدَلالِيّاً، ثُمَّ يَتَجَاوَز مَرْحَلةَ التَّصْنِيفِ إلى رَصْدِ المَلامِحِ وَالسِّماتِ الدلالية الْخَاصَّةِ بِکُلِّ مُفْرَدَةٍ دَاخِل الْحقْلِ الدَّلالي الواحِدِ وتحديد الْعِلاقاتُ الَّتي تَرْتَبِطُ بينَ کَلِماتِ هَذا الحَقْلِ أَوِ الْمَجالِ الدَّلالي