إذا کانت المناطق العمرانية المتدهورة أو المتهالکة بالتجمعات الحضرية انعکاساً لتراکمات عديدة، فإن النويات القديمة للمدينة المصرية تعد أحد الملامح الرئيسة لذلک النمط المتدهور^([1])؛ ولعل ذلک ارتبط بغياب آليات اقتصادية متوازنة لعمليات الإحلال والتجديد للمباني بهذه المناطق، ومن ثم أصبحت نسبة کبيرة من المباني بها متهالکة وفى حالة إنشائية سيئة^([2])، فهذه المناطق تتميز بنسيج تخطيطي يطلق عليه الکتل العمرانية التراکمية المتشابکة، والتي تبدو على شکل وحدة عمرانيـــة مندمجة ^([3]).       وآياً کانت أسباب هذا التدهور فإن هذه المناطق تشکل رصيداً عمرانياً مهدداً بالانهيار، تفتقر إلى الکثير من المعايير التخطيطية^([4])، في الوقت الذي يشتد فيه الطلب على أراضى البناء ويکون البديل التهام مزيد من الأراضي الزراعية التي يصعب تعويضها علي أطراف المدن.
1- أشرف عبده: الجيوب الريفية المحتواة في التجمعات العمرانية المخططة بمدينة الجيزة، سلسلة بحوث جغرافية، العدد العشرون ،الجمعية الجغرافية المصرية، القاهرة، 2008م،ص1. 2- أبو زيد راجح: العمران المصري، رصد التطورات في عمران أرض مصر في أواخر القرن العشرين واستطلاع مساراته المستقبلية حتى عام 2020م، المجلد الأول، المکتبة الأکاديمية، القاهرة، 2007م، ص105. 3- إسماعيل على إسماعيل: المناطق العشوائية بمدينة أسيوط- دراسة جغرافية،رسالة ماجستير غير منشورة، کلية الآداب، جامعة القاهرة، 1999م، ص73.   4- أسامة بن رشاد، مشاعل بنت سعد المالکي: تحليل جغرافي لمنطقتين عشوائيتين في مدينة جدة، سلسلة بحوث جغرافية، العدد 29، الجمعية الجغرافية المصرية، 2009م، ص29