الأدب فن إنساني بطبعه، يصور أحاسيس وأفکار مبدعه الذي هو جزء من مجتمعه وأمته، والنزعة الإنسانية إحدى مذاهب عصر النهضة، التي أکدت جدارة الإنسان الجوهرية وکرامته ومقدراته , فهي موقف ذهني يولي اهتمامه المرکز للمناشط الإنسانية,وقد برزت في شعر شعراء المهجر تأثراً بالرومانتيکيين الغربيين، وامتد هذا الأثر إلى بعض الشعراء الذين کان لهم اطلاع على الثقافات الغربية، وعاينوا الظروف القاسية التي عاشتها مجتمعاتهم فانحازوا للإنسان ککائن له کرامته ومتطلباته وحقه في العيش الکريم، ومن هؤلاء الشاعر اللبناني بشارة الخوري, إذ کان ملماً بالثقافة الفرنسية، إضافة إلى ثقافته العربية الواسعة , وقد تجلت النزعة الإنسانية عنده في أکثر من غرض شعري کالحب , والرثاء , وتناوله للفقر کظاهرة کانت لها أسبابها السياسية والاجتماعية , وجاءت تلک النزعة في لغة شعرية غاصت في أعماق المجتمع،مصوّرة يومياته ومعاناته في ظل وجود المحتل , وما نتج عن ذلک من ظلم وتهجير وفقر، صوّرها من خلال السردية القصصية التي حرصت على إبراز هموم وآلام المجتمع.