کان لفترة الثورة الاقتصادية المصاحبة للاستقرار السياسي في الجزيرة العربية إبان توحيدها على يد المؤسس الملک عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه- أبلغ الأثر في تشکيل صورة المجتمع السعودي ودمج مشرقه بمغربه ونقل الحضارة الجنوبية للشمال والعکس، وقد ساهم ذلک بصورة کبيرة في تشکيل علاقات وطبائع خاصة لسکان هذا الوطن الکبير، وظل ذلک التشکيل قاسمًا مشترکًا في سکان بيئاته، ولقد تميزت الجزيرة العربية بالعديد من الخصائص التي طبعت سکانها أيضا في الماضي والحاضر.         بيد أن صدور الروايات حول المجتمعات العربية، واتخاذها کموضوعات أدبية لهذا الجنس الحديث، شکل إضافة أخرى في أدب المجتمعات، وعلى الرغم من نشأة الرواية کفن أنتجته العصور الحديثة وقام أصلا کتعبير عن علاقات المدينة وطبقاتها في أوروبا، إلا أن اتساع مفهوم الرواية واستيعابه لأنماط وفضاءات معقدة ومتعددة لاسيما مع الانفجار الکبير الذي تجلى من خلاله فن الرواية في القرن العشرين، حتى أطلق الناقد المصري المعروف جابر عصفور مقولته الشهيرة "الرواية ديوان العرب، في کتابه زمن الرواية.