يکتسب البحث في الشخصية المصرية أهمية متزايدة في ظل ما يطرح کل يوم من تحديات وخيارات علي المستوي الدولي والمحلي ، فکل بحث متعلق بها يفيد في خلق وعي قادر علي التعامل مع ما يفرض علي هذه الشخصية من متغيرات و محاولة التعرف علي التحولات التي طرأت علي البنية الاجتماعية للمجتمع المصري ، والتي أثرت علي الشخصية المصرية من تحولات ، وفي التطورات التي لحقت بها وبأبعادها .
يعبر فن الدراما عن المجتمع وما يدور فيه فموضوعاتها هي موضوعات الحياة المعاصرة ولهذا فإن أحداث المجتمع وحوادثه وقضاياه تعتبر ميداناً خصباً تستقي منه الدراما أعمالها . وتتعامل الدراما مع بعض القضايا والشخصيات التي ينظر إليها المشاهد باعتبارها صوراً نمطية تعلمه جوانب کثيرة من الحياة المجتمعية والسلوکية . وبهذا فإن وسائل الإعلام لا تعکس ما يحدث في العالم بل تغرس عالماً يبدو حقيقياً يتحول إلي واقع بالنسبة للمشاهدين وقد يتقبل المشاهد المتلقي للدراما هذا الواقع لکونه غير واعي بالعمليات التي تحدث لخلق هذا الواقع, وإنما يشعر فقط بکونه يتعرض للتسلية والترفيه وبعد ذلک يصبح العالم الذي خلفته وسائل الإعلام حقيقياً في أذهان المشاهدين وقد لا يستطيع البعض حتي أن يميز بين هذا العالم المصطنع وبين العالم الواقعي .
ويربط المشاهد بين الصورة المقدمة في الدراما التليفزيونية وبين الواقع الذي يدور من حوله ، لواقعية الأشخاص والأفکار المقدمة وتکرارهم بشکل يومي يجعل الدراما المرئية قوة حقيقية بإمکانها صنع الصورة الذهنية وصياغتها عند الجماهير کما تؤکد الدراسات الموجودة داخل المجتمع .