يشکل الشباب فئة متميزة فى أى مجتمع بل هم أکثر فئات المجتمع حرکة ونشاطا،ً کما تتصف هذه الفئة بالإنتاج والعطاء والإبداع فى کافة المجالات، فهم المؤهلون للنهوض بمسؤوليات بناء المجتمع.        وتعد القيم هي الضابط والمعيار الأساسى للسلوک الفردى والاجتماعى، ولا يمکن تحديد الأهداف التربوية لتکون معبرة عن طبيعة الإنسان وطبيعة المجتمع إلا عن طريق القيم، الأمر الذي يؤکد الحاجة إلى المسؤولية المشترکة فى تعميق القيم وتنميتها لدى الشباب عن طريق التخطيط والتنسيق بين کافة مؤسسات المجتمع.          کما تعد القيم واحدة من القضايا التي دار حولها جدل کبير نتيجة التغيرات والمستجدات في العصر الحديث، ولا سيما مع تنامي موجات العولمة وما رافقها من تطورات هائلة في مجال المعلوماتية، وتشير بعض الدراسات إلى أن الثقافة بوجه عام بالمعنى الأنثروبولوجي الواسع للکلمة تتعرض أکثر فأکثر لهزات کبرى، کما أنها عرضة للتآکل والزوال مع تزايد موجات العولمة والمعلوماتية باعتبارهما أبرز ما شهده العالم المعاصر من تغيرات ومستجدات ويتأثر مجال القيم بالمستجدات والتغيرات العالمية، وکان من نتائج هذا التأثير أن انحسرت قيم وظهرت قيم جديدة، فانعکس ذلک کله على التنظيم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للإنسان وعلى أساليب حياته فنشأ شباب اليوم في عصر تعرضت فيه المجتمعات للتغيرات العالمية في ظل الحضارة المعاصرة والتقدم العلمي والتکنولوجي الذي يميز أنماط الحياة ووسائلها ومتطلباتها.        ولا شک أن أزمة القيم التى يعانى منها الإنسان المعاصر أکثر حدة عند جيل الشباب الذى يعانى تخبطاً فى الهوية وضياعاً في الأهداف، خاصة بعد الأزمات والهزات الاجتماعية والسياسية العميقة التى عصفت بالعالم المعاصر، وهنا يجد الشباب نفسه موزعاً بين أهداف وغايات متعددة، وما يتطلبها من قيم متنوعة، مع الرغبة لبلوغ التکامل والوحدة کى يتهيأ له السلام مع النفس والعالم أجمع، ومن الطبيعى أن تؤدي التغيرات الحادثة في المجتمع العربي إلى تغير قيمي لدى أبنائه وخاصة الشباب، ومن ثم تغير فى أولويات هذه القيم لديهم.         وجدير بالذکر إنه منذ ظهور الشبکات الاجتماعية في مطلع القرن الحادي والعشرين، بدأ الحديث عن سلسلة من التحولات والظواهر الاجتماعية والنفسية والسياسية والاقتصادية کنتاج للممارسات الفردية والجماعية والمؤسسية للاستخدام الفعال لتکنولوجيا الاتصال بأبعادها المعلوماتية والمعرفية، وتم طرح العديد من القضايا للحوار والنقاش مثل السيطرة علي المعلومات وحجم وسرعة نقلها ونشرها.       هذا وقد تم معالجة شبکات التواصل الاجتماعى وانعکاساتها على منظومة القيم لدى الشباب من خلال عدة مباحث، تناول المبحث الأول منها الإطار المنهجى للدراسة، وتناول المبحث الثانى المفاهيم الأساسية للدراسة، أما المبحث الثالث فتناول الدراسات السابقة، وأما المبحث الرابع فتناول أنواع وخصائص شبکات التواصل الاجتماعى، والمبحث الخامس تناول انعکاسات شبکات التواصل الاجتماعى على منظومة القيم لدى الشباب، أما المبحث السادس فقد تناول الدراسة الميدانية وتحليل نتائجها.