أهمية البحث تکمن في أن هناک حوادث مهمة في تاريخنا الإسلامي لا يزال يکتنفها الغموض، ولعل من أهم هذه الحوادث العلاقات التي کانت تربط الحبشة، بمصر تحت حکم المماليک على المستويين الشعبي والرسمي، فقد جاءت أخبار هذه العلاقات متفرقة في بطون المصادر والمراجع والدراسات. والکشف عن خفايا هذه العلاقات واستنباط دوافعها ونتائجها لعلي بذلک أسد فراغًا ظاهراً في تاريخ دولة الحبشة، والتاريخ الإسلامي عامة، وأقدم ما يفيد للمکتبة التاريخية.
  والهدف من هذا البحث في الترکيز على العلاقات القائمة بين الحبشة ومصر إبان عصر الدولة المملوکية، والاهتمام بجميع نواحي العلاقات والاقتصادية والدينية والاجتماعية، وتوضيح أهم نتائج هذه العلاقات.
   سأتبع في هذا البحث -بمشيئة الله- المنهج التاريخي المعتاد في مجال الدراسات التاريخية من حيث جمع المادة العلمية التاريخية، وتحليلها واستنباط النتائج، مع الحرص على سلامة الکتابة العلمية. 
   وقد قسمت البحث إلى جانب يتناول العلاقات الدينية, من خلال الجذور التاريخية للنصرانية في الحبشة, تعامل سلاطين المماليک مع النصارى بمصر, أيضاً تناول الجالية الحبشية في بيت المقدس. تحدث عن العلاقات الاقتصادية وشمل أهمية البحر الأحمر لدولة المماليک والحبشة, والتجارة مع الحبشة, وکذلک دور المماليک في تأمين طرق التجارة مع الحبشة.
أما الجانب الأخير يسلط الضوء على العلاقات الثقافية والاجتماعية حيث المجتمع الحبشي, وتأثر الحبشة بالثقافة الإسلامية بمصر, کما يناقش أيضاً انتشار الإسلام بالحبشة. وانتهى البحث بأهم النتائج.