خلق الله الإنسان فى أحسن صورة، وميزه عن سائر مخلوقاته بعقل قادر على التفکير والتدبير، ودعاه في جميع الرسالات السماوية إلى إعمال عقله، والتأمل فى الکون من حول وصولاً لإيمان صادقاً، وتحقيقاً لخلافة الإنسان لله في الأرض، وقد أعطى القرآن الکريم للتفکير أهمية بالغة، فقد وردت آيات کثيرة تدعو إلى التفکير والتأمل ومنها قوله تعالى " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ" (سورة آل عمران ، 190)، وقوله جل فى علاه "وَسَخَّرَ لَکُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِکَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَکَّرُونَ"(سورة الجاثية ، 13) وقوله عز وجل " أَوَلَمْ يَتَفَکَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ "         (سورة الروم ، 8).       الفن هو ملکة التعبير عن الحياة بکل أبعادها وملکة التعبير في الإنسان ، ويتخذ         شتى الأنواع والمستويات إبتداءً من العمل اليدوي إلى أعلى المهارات الإبداعية؛  لذا فالتربية الفنية تقوم بترقية العقول والأحاسيس لدى التلميذ وتدعيم القيم المرتبطة بالذوق العام          وتهذيب النفس وحب العمل؛ لأنها تهتم بشمولية المعرفة وتنمية القدرات الإبداعية لدى التلميذ. (أمل ، 2019، 1)      والفن لغة غير لفظية ، لها کل ما في اللغات اللفظية من مفردات وعلاقات ومدخلات للاستخدام الاتصالي والإبداعى ولترجمة الأفکار والمشاعر بصورة إبداعية فاعلة ومؤثرة  ، وفى مفرداتها طاقات کامنة ذات قوى تعبيرية ورمزية " ، وتقديم خبرات حسية ايجابية ونامية وصقل القدرة على الانتباه ، ودعم الترکيز والاندماج ، وتحقيق المتعة ، فضلا عما يوفره من تواصل تاريخي مع تراث الإنسانية.(إحسان ، 2015، 4)       وتعد التربية الفنية من الدعامات الأساسية لتکامل نمو التلاميذ فکريا وإجتماعيا وتساعدهم على التکيف مع مجتمعهم وإستثمار أوقات فراغهم مما يجعل التلميذ أکثر إقبالاً وأکثر نشاطاً على التعلم ، بما تتيحه لهم فرص الأداء والممارسة الفنية المدعمة بالتوجيه الفردي والجماعي وتجعل الإبداع في نمو متزايد مستمر.  (ضياء ، 2014، 5)       کما أن التربية الفنية مجالاً خصباً لتنمية الإبداع والتفکير الإبداعي لدى الافراد بشکل عام والتربية الفنية مادة دراسية واحدة من المجالات الفنية التى يعبر التلاميذ من خلالها عن أفکارهم المختلفة داخل الغرفة الصفية وخارجها، کما أن دور معلم التربية الفنية يتمثل في إيصال رسالة تربوية تنموية تتسم في غرس القيم الإبداعية والجمالية، إضافة إلى تنمية التفکير الإبداعي والناقد لدى التلاميذ. (عاشور والزعبى، 2009)