تقدم المادة العلمية في التعليم من خلال اللغة اللفظية واللغة غير اللفظية , المتمثلة في الصور والرسومات والتکوينات الخطية الثابتة . حيث تُعد البصريات بأشکالها المختلفة            من صـور ورسـومات من أشکـال عرض المحتوى ، خاصـةً في ظل التأکيد العلمي على أن            العقـل البشـري يمتلک قدرات التعامل البصـري , مثلـما يمتلک قـدرات التعـامل اللفظي.                ( بدوي ، عبد الرحمن ، 2004 ، 3) .        إن استخدام الأشکال البصرية في التعلم , تدعمه النظريات المعرفية , ومن أهمها : نظرية (التشفير الثنائي)  Dual Code Theory  ؛ حيث تفترض هذه النظرية أن المعلومات تُخزن في الذاکرة طويلة المدى في شکلين: بصري ولفظي ، وأن المعلومات التي تمثل في شکل         بصـري ولفظي يتم تذکرها بصورة أفضــل من المعلومـات التـي تمثل في شکـل واحـد فقــط. (Rieber, 2000,127. وتجــدر الإشـارة إلى أن الأساس النظري لقضيــة التلميحـات يرجـع إلى نظرية تجميع التلميحـات (المثيرات) (Cues Summation Theory) ، التي تشير إلى أنـه " يزداد التعلم کلما ازداد عدد التلميحات(Cues)  أو المثيرات  (Stimuli) المتاحة في الموقف التعليمي "  (خميس،2007، 156) ، (Worley,1990). والمقصود بزيادة عـدد التلميحـات هو استخـدام العدد الکافـي ، والنـوع المناسـب منها . (هنـداوي ، الجيزاوي  ، 2008 ،6 ) .       وفي دراسة قام بها کل من هنداوي والجيزاوي , عن فاعلية اختلاف عدد التلميحات البصرية ببرامج الکمبيوتر التعليمية , في تنمية مهارات قراءة الخرائط لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي ،  وتوصلا إلى أن المعالجة التي اعتمدت على التلميح البصري , بصرف النظر عن عدده ، أفضل من المعالجة التي لم تتضمن تلميحاً بصرياً. وأن المعالجة التي اعتمدت على تلميح بصري ثنائي(لون/حرکة) أفضل المعالجات التي شملتها الدراسة. أما المعالجة التي اعتمدت على ثلاثة أنماط للتلميح (لون/حرکة/أسهم) تساوت في فاعليتها مع  المعالجة التي اعتمدت على تلميح واحد(لون) , وإن کان متوسطها أعلى من الأحادي إلا أنه متوسط غير دال إحصائياً .