لقد لعب الدين دوراً هاماً في حياة الإنسان المصري القديم فلم تکن هناک قوة تسيطر على حياته کما يسيطر الدين لأن الدين کان محاولة لتفسير الظواهر المحيطة بالإنسان وهو يصدر دائما عن رغبة في المنفعة أو رهبة من المجهول والأخطار. فالآلهة في رأي المصري القديم کالبشر يمکن أن نرضيهم بالقرابين ولهم صفات البشر. تهدف الدراسة إلي إلقاء الضوء علي بعض مظاهر التقوي الشخصية عند المصري القديم والتي حرص المصري القديم على ممارستها حتى يحافظ على تلک العلاقة والاتصال الدائم بينة وبين عالم الآلهة کي ما يأمن لنفسه حياة سعيدة فيما بعد الموت. ولعل مظاهر التقوي الشخصية عند المصري القديم کثيرة ومتنوعة ولکن اختار منها الباحث فقط الممارسات المنزلية  في دير المدينة وتل العمارنة مثل المذابح وتماثيل الآلهه الصغيرة والنيش وغيرها التي مارس من خلالها المصري القديم شعائر تبين ورعه وتقواه الشخصية فقد آدرک المصري القديم الصلة الروحية بينه وبين الاله فاعتمد عليه وأحبه. ولم يکن للمصريين دين واحد فهناک الدين الرسمي وهناک العقائد الشعبية تسير جميعا جنبا إلى جنب ولم يکن للمصريين کتاب مقدس وانما کان لهم کتابة مقدسة فالديانة المصرية ليس الاعتقاد أساسا لها وحدة بل عبادة الالهة الذين يملکون البلاد. في مواجهة آلهة عرفها المصريين من واقع علامات ملموسة، وضع المصريين العبادات على درجة عالية من التنظيم وبرضائها تتم السيطرة على الأرض والکون. يستخدم الباحث المنهج التاريخي لمتابعة تطور الممارسات والعبادات المنزلية للمصري القديم والتي انعکست علي تقواه الشخصية بالتطبيق علي دير المدينة وتل العمارنة خلال عصر الدولة الحديثة مع المنهج الإستقرائي لآهم النصوص التي تدعم وجهة نظر الباحث وآخيراً المنهج التحليلي لکل ممارسة قام بها المصري القديم ليوطد علاقته بالإله.