لقد كان الخط العربي وما زال تجسيدا بصريا للغة مما ضاعف من امكانياته التعبيرية في الايحاء الذهني والروحي، إنه فن قائم بذاته وفي حالات كثيرة يتخطى وظيفته الاتصالية ليتحول إلى أشكال ذات قيم بصرية ومن ثم فهو يتمتع بحيوية عالية وقدرة على التشكيل والتواصل والانتقال من السكون إلى الحركة ، ففيه يلتقي العمودي والأفقي والدائري لتمثيل إحداثيات المكان والزمان يصور كل من الفنان التشكيلي والمتصوف العالم أكثر جمالا من العالم الواقعي، لما يمتلكونه من أحاسيس ومشاعر تمكن كل منهما من تغيير ملامح هذا العالم، حيث النور والنقاء والصفاء، ومن خلال التجريد يستبدل الفنان المعالم المميزة لحقائق الأشياء بأخرى تدعونا لتأملها على هيأة مجموعة ألوان، وارتبطت الروحانية في الحروفية العربية بالمعارف الروحية الصوفية الغامضة مثل الإشارة إلى رمزية الحرف وطاقته التعبيرية واشعاعاته الباطنية وتجليات النفس في حضرته، ويأتي تساؤل البحث في كيفية الاستفادة من القيم الجمالية والتعبيرية للروحانية الصوفية في الصورة الحروفية لإثراء مجال الرؤية، قامت الباحثة من خلال هذا البحث بإجراء تجربة ذاتية تهدف إلى استحداث رؤى جديدة للصورة الحروفية الصوفية لإثراء مجال الرؤية، وقد أثبت البحث أن المعنى الروحاني الذهني في الصورة الحروفية يؤدي إلى إثراء الرؤية في التصوير ، وقد أوصت الباحثة  بأهمية تدريس الروحانية الصوفية للصورة الحروفية في مناهج التربية الفنية لإثراء التعبيرات الفنية لدارسي الفن التشكيلي