يعتبر الصراع قانون من قوانين الحياة العامة وسمة مميزة للعصر الذي يعيشه الإنسان ، فهو ينعم في مجتمع يعيش ويستظل بنظمه وقوانينه ويحتمي بعاداته وتقاليده ، ويحاول من خلال هذه النظم أن يشبع حاجاته ويرضي دوافعه، کما أن الحياة الاجتماعية تمر بتحديات عديدة نتيجة التطور العلمي والتکنولوجي السريع ، وهذا ما يخلق الصراعات النفسية لدى الإنسان. يرى الجوهري أن أسباب الصراع من وجهة النظر السيکولوجية تتمثل في امکانات التنبؤ بالنتائج المتعددة للمواقف الصراعية ، فالفرد في المجتمع يکون معرضاً لضغوط الجماعات المختلفة التي ينتمي إليها ومتطلبات الأدوار العديدة التي يجب أن يقوم بها وهذا ما يؤدي إلى الصراع (الجوهري، 1998 ، 167- 168). وتتفق الباحثة مع هذا الرأي . تشير نتائج العديد من الدراسات إلى أن الأفراد الذين يتصفون بالاضطراب النفسي يعانون من الصراع بدرجة مرتفعة مثل دراسة کونتي وآخرون (Conte et al ,1995, 179) ، ودراسة (الدسوقي ، 1998) التي کشفت نتائجها عن وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسط الدرجات التي حصل عليها الإناث الجانحات ومتوسط الدرجات التي حصل عليها الإناث غير الجانحات على أبعاد مقياس الصراع النفسي لصالح الجانحات.