وتعنى هذه الدراسة بالكشف عن كيفية توظيف سرديات الخطاب الدعائى الروسي فى المواقع الإخبارية الروسية خلال الصراع الأوكرانى ، ويتحقق هذا التوظيف عبر عدد من الآليات ، أولها الاستخدام الانتقائي للحقائق عن طريق الإخفاء المتعمد لبعض الحقائق كنوع من الإخفاء الإيديولوجى أو إظهار كل أو بعض الحقائق لدعم الموقف الروسي داخلياً وخارجياً ، وثانيهما التكرار المتعمد للمفردات الدعائية و التى تدعم الموقف الروسي لتبرير الحرب والدفاع عنه حتى بعد التدخل العسكري، وثالثها تقديم الرأى على أنه حقيقة والأدلة والبراهين التاريخية التى تدعم موقفها أمام الجمهور فى الداخل والخارج .
وتستخدم الدراسة التحليل الكيفى فى كشف طبيعة الأليات الموظفة فى توجيه سرديات الخطاب الدعائى الروسي من خلال توظيف تصريحات الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" قبل وأثناء الحرب أو كما وصفها دعائياً "العملية العسكرية الخاصة"، وأبعاد ودلالات الحرب المعلوماتية ودوافعها فى سرديات الخطاب الدعائى الروسي ، وسمات وملامح الخطاب الدعائى الأوكرانى والغربي من وجهة النظر الروسية ، وتختتم الدراسة بتقديم تقييم للدعاية الروسية فى تبريرها للحرب الأوكرانية .
أجادت الدعاية الروسية فى توظيف نظرية السرد وفقاً لمعطياتها لخدمة الخطاب الدعائى ، فاعتمدت الدعاية الروسية على توظيف أساليب العقلانية السردية والعاطفة السردية وفقاً لنظرية السرد ، وظهر ذلك فى سرديات القصص المتماسكة والمرتبطة بمعتقداتهم وقيمهم ، كما أنها اعتمدت على التعزيز السردى من استخدام اللغة والصور فى توصيل المعنى للمتلقى ، وأيضاً توظيف وتيرة السرد من خلال سرعة تزويد القارئ بالمعلومات مع سرعة تحرك الأحداث لإحداث التشويق من خلال الوصف فى فقرات متكررة وأحداث متسارعة بما يتوافق مع وتيرة الحرب .