تعد وسائل الإعلام من العوامل الأساسية لبناء الحالة المزاجية لدى الجمهور المستهدف، وفي حال حدوث أزمات بين الدول، يقوم الجمهور في تلک الدول بالاعتماد على وسائل الإعلام التقليدية أو الإلکترونية أو کلاهما، وما قد يترتب عليه العديد من التأثيرات، قد تکون إيجابية أو سلبية على المتلقي، بل وتشکل في کثير من الأحيان المزاج العام للجمهور. ونظرًا لما مرت به العلاقات المصرية- الروسية من توتر جراء سقوط طائرة رکاب روسية في سيناء عام 2015، ونتج عنه تضرر السياحة في مصر، وتوقف حال الطيران بين البلدين، إلا أنه خلال العام 2021، وعودة حرکة الطيران مرة أخرى بين البلدين، تناولت وسائل الإعلام الروسية هذه الأزمة وحلها، وتابعها المواطنين الروس عبر وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى العديد من الأخبار الخاصة بالشأن المصري، وعليه، تعد دراسة المزاج العام خلال فترة الأزمات وما بعدها هامة للغاية، لا سيما إذا کانت بين دولتين؛ لمعرفة رد فعل الجمهور الخارجي تجاه الدولة الأخرى؛ لأنها توضح مدى رضا الجمهور أو سخطهم لما هو مقدم لهم من تغطيات ومعالجات حول تلک الأخبار والمعالجات الإعلامية، التي يمکن أن تفسر المواقف الجديدة أو تعيد تفسير المواقف القديمة للحفاظ على الاتساق مع ميولهم الحالية التي تدعم حالتهم المزاجية.
وفي هذا الإطار، ونظرا لأهمية دراسة الجمهور الروسي بالنسبة لمصر، تحاول هذه الدراسة التطرق إلى علاقة الجمهور الروسي بوسائل الإعلام الروسية، خاصة القنوات التلفزيونية والمواقع الإلکترونية، للتعرف عن قرب على مدى اهتمامهم بأخبار مصر المقدمة عبر تلک الوسائل من ناحية، وقياس آثار التعرض هذا على المزاج العام لدى المواطن الروسي تجاه مصر، وفق معطيات نظرية إدارة المزاج العام.