اتجه هذا البحث إلى دراسة الحملات الانتخابية للمرشحين الرئاسيين في إطار فلسفي مستحدث ينطلق من اختبار فرضية نظرية جديدة تستهدف تطوير الإطار المفاهيمي للعلاقات العامة الدولية من منظور فکري يقترن بدراسة أحد أشکال ممارستها في سياق مدخلي: "الدبلوماسية الرقمية"، و"بناء مفهوم الدولة". وتجسد الإطار الفلسفي المُشار إليه ̶ من خلال هذا البحث ̶ في افتراض وجود دور مؤثر للفاعلين الدوليين غير الرسميين ولأنشطتهم الاتصالية الرقمية في بناء وتشکيل تصورات المجتمع الدولي عن الواقع القائم داخل الدول التي ينتمون لها.
وتقدم نتائج البحث في هذا السياق ما يُثبت الفرضية المُشار اليها، لتضيف مجالاً جديداً لبحث أشکال ممارسة العلاقات العامة الدولية في إطار مفهوم الدبلوماسية الرقمية، ولتلقي الضوء على أحد التأثيرات الاتصالية لوسائل الإعلام الجديدة على الممارسات الدبلوماسية الرسمية للمنظمات والمؤسسات المعنية ببناء جسور الاتصال الثقافي والحضاري بين الدول والشعوب؛ إذ تطرح النتائج عدة مؤشرات تلفت الانتباه إلى أحد العوامل التي قد تؤثر على أدوار ووظائف هذه المؤسسات؛ فالأنشطة الاتصالية الرقمية للفاعلين غير الرسميين داخل دولة ما ̶ وان تجسد وجودهم في المؤثرين السياسيين ̶ قد تکتسب نتيجة ارتباطها بأحداث دولية، وانتمائهم إلى دول عظمي، وفي ظل الامکانات التي تتيحها وسائل الاعلام الجديدة؛ قد تکتسب أهمية کبيرة لدى مختلف الشعوب، وإطاراً أوسع من الانتشار والذيوع؛ لتمتد ثأيراتها خارج حدود تلک الدول العظمي؛ بما يساهم في تشکيل تصورات المجتمع الدولي عنها من ناحية، ويکسب المؤثرين السياسيين المُشار اليهم صفة الدولية ليتحولوا إلى فاعلين دوليين غير رسميين من ناحية أخرى.