يفرض الواقع الحالي بکل معطياته ومتغيراته الحديثة أن نعيد التفکير والنظر في مستقبل صحافة الفيديو بکل أبعادها ومن خلال التأثيرات المختلفة للعوامل الداخلية والخارجية المحيطة ببيئة الصحافة، علاوة على حتمية طرح سؤال المستقبل عن شکل ومضمون صحافة الفيديو بعد عقد من الزمان أو أکثر، وأهمية البحث عن إجابة لهذا السؤال، سواء کنا صحفيين أو باحثين أو مستثمرين في مجال العلم وصناعة المحتوى وحتى کجمهور ومستخدمين.
ان محاولة توفير إجابة مناسبة وقريبة من الصواب ابتداء هي مفتاح النجاح لمعرفة الاتجاه الصحيح للمستقبل، ومن ثم تغيير الواقع والمسار أو اتخاذ تدابير مناسبة، وصولا في النهاية للاستمرار والتطور دون أن تتجاوزنا عجلة المستقبل أو نذهب تحت رحى التغيير.
إن العوامل التي تتحکم في مستقبل صحافة الفيديو، کثيرة ومرکبة، ومنها الابتکارات التکنولوجية وتطور المجتمعات، وتأتي الصحافة الالکترونية بشکل عام وصحافة الفيديو على الخصوص على رأس أولويات اهتمام الباحثين والفاعلين في المجال الصحفي المصري ومحاولة استشراف مستقبلها يضعنا أمام مسئولياتنا والتزامنا تجاهها، بعيدا عن المشاعر المستغرقة في التفاؤل، أو النظرات الشديدة السلبية والمتشائمة، فيما يتعلق بمستقبلها، من خلال ما سبق يمکن تحديد مشکلة الدراسة في تصميم وبناء مجموعة من السيناريوهات المحتملة أو الممکنة لوصف وتصور مستقبل صحافة الفيديو في مصر، والتعرف على الاحتمالات التي تطرحها معطيات الواقع لمستقبلها، واستشراف ملامح وأبعاد البيئة الصحفية الجديدة المستقبلية بما فيها الصحافة الالکترونية کوعاء حامل لصحافة الفيديو، انطلاقا من الوضع الراهن أو وضع مفترض مسبقا، وذلک خلال العقد القادم.