المقدمة :
لقد أصبح العالم بإتساعه قرية بنکية تربطها البنوک، وتحکم تدفقات أموالها ، وتغذي وتوجه حرکتها بما ينشر التقدم ويحقق التنمية ، الأمر الذي يفرض علي البنوک ضرورة العمل علي مزيد من الابتکار في إدارة التدفقات النقدية بمزج عمليتها ما بين الإقراض المصرفي التقليدي والتمويل التنموي الاستثماري، ومواجهة تحديات ومتطلبات منظمة التجارة العالمية ، وتحرير تجارة الخدمات المصرفية. واستمرار عمل البنوک وتقدمها يرتبط بقدرتها علي التعامل مع المستقبل، والاستعداد الکافي بتدبير الموارد والإمکانيات التي تحتاجها لمواجهة المستقبل خاصة في ظل الأزمة المالية العالمية الحالية ، وتمثل تکنولوجيا المعلومات بصفة عامة وتکنولوجيا الذکاء الاصطناعي بصفة خاصة أداة ووسيلة هامة يمکن توظيفها لمساندة متخذي القرار المصرفي في عملية الإقراض ومنح الائتمان من خلال التنبؤ بحدوث ألازمات کجهاز إنذار مبکر للبنوک حتى يمکنها التعامل مع الأزمة علي النحو التي يمکن من خلاله تفادي إضرارها والاستفادة منها لمصالحة المنظمة والمجتمع، حيث أن التنبؤ بالأزمات المحتملة يعتبر من الأمور الحيوية والهامة لأي منظمة والذي يجب علي المنظمة القيام به بالرغم من صعوبته لاحتوائه علي قدر کبير من الغموض وعدم التأکد وصعوبة جمع المعلومات. ومن المعروف أن التنبؤ يعتبر الخطوة الأولي في الطريق الصحيح لمواجهة الأزمات، عن طريق التخطيط وبدونه لن تتمکن المنظمة من إدارة الأزمة إدارة مبادرة وليست برد الفعل. )الشريف، 1995 م ، ص 155 (