المستخلص
نشأت الحوسبة السحابية محدثةً تغيراً رئيسياً في اقتصاديات تکنولوجيات المعلومات والاتصالات واستدامتها. فهي تعد أحد النماذج التکنولوجية الأکثر إبداعاً لتطوير واستغلال موارد البينة التحتية على مستوى العالم. فهذه التقنية بسيطة، ولکن نموذج الأعمال الخاص بها جذابة، إذ يقدم هذا النموذج تحولاً من شراء البنية التحتية والتطبيقات التکنولوجيا بوصفها کمنتج يُشترى، إلى خدمة تُقدم. فلم يعد المستخدم بحاجة إلى البحث عن تمويل کبير لشراء التجهيزات للبينة التحتية والتطبيقات ورخص التشغيل. حيث يُمکن هذا النموذج الشرکات، خاصة الصغيرة منها والمتوسطة، من
الحصول على موارد قوية وفعالة، لم يکن بمقدورها تحمل نفقاتها. کما يمکن للمؤسسات الکبيرة أن تحصل على حيز کبير من المعالجات وسعة تخزين کبيرة والاتصالات الضخمة وقتما تحتاج، دون وجود قيود على الموارد أو الاضطرار إلى زيادة حجم تجهيزاتها ومنشآتها، ففرص استخدام موارد الحوسبة السحابية قوية و تمثل أحد الحوافز المحتملة لنمو اقتصاد الشعوب. بدأت  لحکومات في جميع أنحاء العالم في نشر نموذج الحوسبة السحابية وجنى ثمار هذا التحول. وبالرغم من تنوع تطبيق هذا النموذج واختلافه من دولة إلى أخرى، تأکد حدوث تأثير إيجابي کبير من حيث المنظورين المالي والأدائي.ومن هذا المنطلق، قررت وزارة الاتصالات وتکنولوجيا المعلومات المصرية، إدراکاً منها للفرص والمخاطر التي يمکن أن تنتج عن تطبيق هذا النموذج الجديد، طرح استراتيجية مدروسة للحکومة المصرية في مجال الحوسبة السحابية لدعم وتعزيز استخدام الحوسبة السحابية في الحکومة. وشکلت الوزارة فريق عمل يمثل جميع أصحاب المصلحة المعنيين من الحکومة والقطاع الخاص والمؤسسات الأکاديمية والمنظمات غير الحکومية وغيرها. قامت الوزارة بعمل تحليل شامل للوضع القائم بهدف التعرف على أنسب التوجهات والمبادرات الاستراتيجية، وقدمت خارطة طريق لتنفيذ استراتيجية الحوسبة السحابية المصرية إلى جانب ثلاثة توجهات استراتيجية رئيسية تمثلت في تطوير النظام البيئي (البيئة المحيطة )، وتطوير نموذج الحوکمة، ونشر الحوسبة السحابية المصرية. ويعد التنفيذ التجريبي أمراً ضرورياً في هذه المرحلة، ليس فقط لتنمية القدرات والمعرفة، بل أيضاً لدعم وتهيئة الجهات الحکومية لتقبل نموذج الحوسبة السحابية والانتقال التدريجي نحو تطبيقه واستخدامه، إذ أن هذا التقبل يمثل عنصراً ضرورياً لنشره على المستوى الوطني بنجاح. تکشف هذه الورقة عن التحديات المحتملة، وتوضح کيفية تغلب الحکومة عليها