تعد السينما التسجيلية أحد أهم الوسائل الإعلامية التي تنفذ إلى المشاهد بمحتواها المرئي والسمعي کوسيط بصري مسجل وناقل ومؤثر على الجمهور من خلال المضامين ونوعيتها المختلفة المقدمة بتلک الوسيلة القوية, فيتناول صناع السينما التسجيلية النواحي المختلفة من الحياة سواء الاجتماعية, السياسية, التاريخية , الدينية أو الاقتصادية ,فيلتقط صناع السينما التسجيلية فکرة مادتها حياة البشر يتم بنائها في نسق فيلمي بالاعتماد على التقنيات السينمائية للتعبير عن وجهات النظر المختلفة لهؤلاء الصناع بوسائل التصوير المباشر أو بإعادة صياغة الأحداث مع مراعاة الصياغة الواقعية لها في أسلوب فني خلاق دون ما تأليف, فهي تعتمد على التنقل والملاحظة والانتقاء من الحياة نفسها ولا تعتمد على موضوعات مؤلفة وممثلة في بيئة مصطنعة کما في بعض الموضوعات السينمائية الأخرى, حتى أن أشخاص الفيلم التسجيلي هم أصحاب القصة الحقيقيون فلا يعتمد على ممثلين محترفين مما يضفي على الفيلم التسجيلي طابع الصدق والواقعية وذلک الذي يجعل من السينما التسجيلية وسيلة مهمة يتابعها جمهور کبير, وأصبحت ظاهرة قوية حيث اتسعت حرکة الأفلام التسجيلية إلى المدارس والمعاهد والجامعات والکنائس ومراکز البحث العلمي، وبدأت تتنوع الأفلام التسجيلية ليس في موضوعاتها بل في مناهجها و توجهاتها.