يعد التحليل السيميائي احد اهم مظاهر الوجود اليومي للإنسان , حيث اننا طوال الوقت نستخدم التحليل السيميائي بدون قصد منا, فالضحک والبکاء والفرح واللباس وطريقة استقبال الضيوف وإشارات المرور والطقوس الاجتماعية والأشياء التي نتداولها فيما بيننا، وتحتاج إلى الکشف عن القواعد التي تحکم طريقتها في إنتاج معانيها , حيث ان مجمل الصيغ التعبيرية التي يستعملها الإنسان بشکل مباشر أو غير مباشر في حواره مع الآخر ، کالشم واللمس والسمع والذوق والتي مصدرها الحواس تقوم بإنتاج صيغا تعبيرية تتمتع بوضع إبلاغي للتواصل الإنساني والصورة احد اهم الاعمال الفنية المليئة بالعلامات المعقدة التي تحتاج للتفسير حتي تتم معها عملية التواصل . ([1])
فالصورة هي احد الرموز الاساسية التي يعيشها الانسان وتسعي السيميائية لکشف دلالاتها, فهي تعبير رمزي غير واضح معالمه ، يتميز بوظيفته التوصيلية , فالخطوط والألوان ، لها معاني ودلالات تحاول توصل الرسالة والشعور ، وتشمل على قواعد وعلامات ودلالات لها جزور اجتماعية وايدولوجية سائدة ، فعندما نريد الوصول الي الايحاءات التي تحملها الصورة لابد من البحث في نسقها الايدولوجي المتحکم في العلامات([2]).
فالصورة في وقتنا هذا هي احد اهم رکائز الإعلان الاساسية ليس لجذب الانتباه للإعلان فقط , ولکنها خير اداة تقوم بإيصال تفاصيل السلعة او الخدمة التي يسعي المعلن لإظهارها, خاصة في اعلانات المواقع الالکترونية والتي تعد الواجهة والقناة الأکثر استخداما في العصر الحديث في شتى المجالات والمعاملات، وبناء عليه ادي ذلک الي انتشار هذه الاعلانات لما لها من ممیزات في سرعة انتشارها ووصولها لعدد کبير من المستهلکين وتلقي رد الفعل اتجاه المنتج أو السلعة المعلن عنها([3]).
[1] - سعيد بنکراد, السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها, منشورات الزمن, ط1, (الدار البيضاء:مکتبة الادب المغربي), 2003, ص29.
[2] - فيصل الاحمر, معجم السيميائيات, ط1,( الجزائر: الدار العربية للعلوم), 2010, ص118.
[3] - مصعب مشقق,(2018),دور الموقع الإلکتروني في تحسين جودة الخدمات التعليمية من منظور طلبة کلية العلوم الإقتصادية جامعة محمد بوضياف المسلية , رسالة ماجستير غير منشورة, جامعة المسلية, کلية العلوم الإقتصادية والتجارية وعلوم التسيير, ص8.