تعد السينما وسيط بصرى کونها لغة إتصال وتواصل بمشاهديها من خلال الصورة المؤثرة, التى أصبحت أقوى أشکال الإتصال حيث تتعدد وظائفها فى کونها آلية تعبير عن لغة التخاطب الخاصة بها والتى من شأنها ان تؤثر فى انطباعاتنا البصرية وإدراکنا الذاتى والبصرى بالبيئة المحيطة بل وتنفذ إلى أعماق النفس البشرية لتشکل إما اتجاه نحو قضية ما بمع أو ضد أو انها تکون ردود أفعال عند المتفرجين,کما أصبحت السينما وسيلة للدفاع عن المقهورين کما تناهض الاحتلال بکل صوره والفساد بکافة أنواعه[i],کالإحتلال الإرهابى للنفس البشرية.
وبما ان الإخراج السينمائى هو فن الجماليات السنيمائية الذى يعتمد بشکل أساسى على علم الجمال فان الجمالية هى المبدع وثقافته وتراثه وحضارته وفنونه وآدابه وأحاسيسه[ii], لذا على المخرج ان تتوفر فيه العديد من الصفات والثقافات وملکات الخيال والإبداع مستخدم فى ذلک ما أحدثته الثورة التکنولوجية فى عالم الإخراج لتخرج رؤيته الى حيز الوجود معبرة عن الهدف الدرامى من العمل السينمائى ,هذا العلم الذى يعکس کيفية تعبيره الرمزى عن الأفکار المقدمة له لتوصيل دلالاتها إلى الجمهور عبر الرموز المنبثقة من المجال الإبداعى للفن السينمائى فهو وسيلة يخطر إستخدامها نظرا لتأثيرها الفاعل على المشاهدين کونها وسيلة إعلامية تتمتع بتکنيک مختلف عن باقى وسائل الإعلام الجماهيرى الأخرى, فيقول "محمود سليمان[iii] " عند مواجهتنا لقضية مثل الإرهاب علينا محاربته من جذوره من خلال السينما التى تعکس وجهات النظر المختلفة نحو هذا الموضوع فلا تقتصر محاربته على السلاح فقط کونه فعل خارج عن القانون فإننا إما نحاربه بالقانون او بالثقافة فى آداة قوية التأثير هى السينما.
[i] سلوى على ابراهيم الجيار(2014), السينما والسياسة: نشأة الفيلم السياسى ومعالجته لأهم القضايا السياسية ,ط1( القاهرة,المکتب العربى للمعارف)ص7
[ii] مدکور ثابت(2007) ,النظرية والإبداع في سيناريو وإخراج الفيلم السينمائى ,(القاهرة,الهيئة المصرية العامة للکتاب ), ص 36
[iii] مخرج الفيلم الروائى التسجيلى "أبدا لم نکن أطفال" الفيلم الذى يتناول کافة المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية خلال الثلاثة عشرة عاما الماضية لمصر . لقاؤه التلفزيونى مع المذيعة "إنجى على "ضمن فعاليات مهرجان السينما الإفريقية بالأقصر في دورته الخامسة ,2016.