تستخدم وسائل الإعلام الصورة الذهنية للتعبير عن وجهة نظر معينة سواء تعلقت هذه الصور بالأشخاص أو بالمؤسسات أو بالدول ، وتؤدي هذه  الوسائل دوراً هاماً في تشکيل الصورة الذهنية لدي جماهيرها, کما تعد واحدة من أهم المؤسسات التي تکون الصور من خلال نشاطها الاتصالي المتمثل في نشر المعلومات والأخبار والصور والرسوم والتحليلات والأفکار . فتعد هذه الوسائل نافذة مهمة التي تطل الجماهير من خلالها علي الأحداث والقضايا وعلي ضوء تعرضهم لها يکونون آرائهم وانطباعاتهم ( 1  ). والقيمة الإعلامية للأعمال الدرامية تکمن في قدرتها علي نقل الصورة وحمل الأفکار التي تعکس مفاهيم وقيم المشاهدين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بما يؤدي الي التأثير فيهم ، وأيضا تستطيع الدراما أن تقدم صورة سلبية عن طريق تقديم الشخصيات کصورة منفرة تجعل المشاهدين ترفض من يحملها ويقدمها ( 2 ).       وباعتبار أن التليفزيون أحد الوسائل الإعلامية المهمة ، فإنه يؤدي دوراً مهماً في بناء الصور الذهنية وتکوينها لدي المشاهدين ، نظراً للخصائص والمزايا الإعلامية التي يتمتع بها ، حيث يقدم صورا للعالم المحيط بنا يطلق عليه عالم التليفزيون وأصبح هذا التصور عن التليفزيون يسيطر علي وعي کثير من الأفراد ( 3 ) .      کما تشير کثير من الدراسات إلي قدرة التليفزيون في بناء الصور الذهنية وله القدرة علي الإسهام في تغيير معتقدات سائدة أو الإبقاء عليها وترسيخها ( 4 ) .      والدراما التليفزيونية قادرة علي التفاعل والتعامل مع الجمهور وقادرة علي تقديم نماذج مختلفة لفئات المجتمع وطبقاته فإنها بذلک تمارس تأثيرها من خلال غرس صور معينة وانتزاع أخري سواء علي مستوي الشکل أو علي مستوي النسق القيمي أو إعادة ترتيب النسق القيمي السائد لدي الجمهور ( 5 ) . وتعد السينما ايضا من أهم الوسائل الإعلامية التي ظهرت وتطورت في الدول الغربية في ظل الصراعات السياسية والدولية خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة حيث استغلها کل طرف من الأطراف المتنازعة لتشويه صورة الخصم أو تحسين صورته مثلما حدث بين أمريکا وحلفائها أثناء الحرب العالمية الثانية وبين أمريکا والاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة . کما تعد السينما من أهم وسائل الإعلام التي استطاعت أن تؤثر في الأفراد وتشکل أرائهم وأفکارهم إزاء مختلف الأحداث والقضايا والظواهر والموضوعات وبالتالي صنع الصورة الذهنية عن الواقع الذي تنقله لما تملکه من قدرة هائلة في وصف الأشخاص والجماعات من خلال ارتکازها علي عنصر الصورة وإثارة العواطف وعرض المضمون بأسلوب مشوق يثير اهتمام المتلقي ( 6 ) . وانطلاقاً مما سبق فإن هذا البحث يسعي للتعرف علي دور المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية في تکوين الصورة الذهنية عن المتدين لدي الشباب المصري من خلال تحليل عينة عمدية من هذه المسلسلات والأفلام قبل ثورة 25 يناير 2011 وبعدها .