تنطلق هذه الدراسة من قضية أساسية وهي محاولة الكشف عن  أبرز تصورات الجسد كما تجسدها الأمثال الشعبية في مجتمع البحث , وما يرتبط بهذه التصورات من معاني ودلالات وتأويلات ثقافية ، وتهدف الدراسة إلى الكشف عن تصورات وشبكات معاني الجسد الثقافية , من خلال التعرف على صفات الجسد الإنساني وفق المثل الشعبي , واستيضاح الاختلاف بين الجسد الذكوري والأنثوي , وكذلك إلى الكشف عن أوجه التماثل والتباين بين القيم ووظائف أعضاء الجسد الإنساني , وتوضيح الاستعارات المرتبطة بالجسد ودلالاتها في ضوء سياق البيئة الطبيعية والاجتماعية والثقافية. وتستند الدراسة على اسهامات نظريات الجسد , وقضايا الإتجاه التأويلي عند جيرتز , ونظرية الاستعارات التصورية. وقد توسلت الدراسة بمنهجية انثروبولوجية كيفية , ارتكزت على تحليل المضمون. وأوضحت الدراسة أن الاتصال اللفظي باستخدام الأمثال يعد إحدى العمليات الاجتماعية التي يقوم من خلالها أفراد المجتمع بالتعبير عن الفهم  الرمزي للذات والهويات الأخرى , كما قدمت دليلاً على أن الأمثال هي في الغالب خطاب متحيز ضد الجسد الأنثوي ، وأن أدائها المستمر في الكلام اليومي يساهم في البناء الاجتماعي وإعادة إنتاج أيديولوجية الجسد , فإن العدد الأكبر من الأمثال المختارة تجسد معاني ودلالات واستعارات ايجابية تعلي من قيمة الجسد الذكوري وتفضيله على الجسد الأنثوي , وتستخدم الأمثال في الغالب من قبل الفئات الأكبر سناً في المجتمع ، وخاصة الرجال والنساء غير المتعلمين في المناطق الريفية ، الذين يتمسكون بالمعرفة الشعبية كوسيلة الحفاظ على قوتهم المتقلصة في ضوء التحولات الاجتماعية المرتبطة بالحداثة , كما أكدت هذه الدراسة أيضا عن أنه لا يمكن أن يكون هناك وصف مناسب للظاهرة اللغوية (الأمثال الشعبية) دون مراعاة الخصوصية الثقافية.