تهدف الدراسة إلى الوقوفَ على الدلالات الرمزية لصورة الذئب لدى شعراء صدر الإسلام وبني أمية ورصد أنماطها، وکشف أسباب تحولاتها، من خلال ربط هذه التحولات بتغيرات الواقع الاجتماعي، والديني، والصراع الفکري، وتغير القيم الحضارية والاجتماعية، والعقيدية، والمطامع السياسية التي شکَّلت الحياة العربية فکريا ودينيا وسياسيا آنذاک.
کما تضع الدراسة القارئَ أمام موازنة علمية بين تغيرات هذه الدلالات الرمزية لدى الشعراء المخضرمين والشعراء الأمويين، فتبرز مواطن التوافق والتغاير بينهم، ومعرفة أسباب ذلک لدى کل منهم.
وقد اعتمدت الدراسة المنهج السيميائي الذي يبحث عن الدلالة الرمزية للدوال الإشارية في النص "من خلال بنية الاختلاف ولغة الشکل والبنى الدالة، والارتکاز على العلامات الدالة التي تشکِّل البوابة التي نلج من خلالها إلى عالم النص باستخدام مجموعة من العلامات اللغوية والإشارية، والأيقونات الاستعارية والرمزية"
وجاءت الدراسة في مبحثين، تناولت في المبحث الأول صورة الذئب ودلالاتها الرمزية عند الشعراء المخضرمين موازنا بينها وبين صورة الذئب عند الشعراء الجاهليين کلما وجدتُ إلى ذلک سبيلا، وفي المبحث الثاني تناولت صورة الذئب ودلالاتها الرمزية عند الشعراء الأمويين من خلال فريقين من الشعراء، أولهما الفريق المعارض للسلطة الأموية وسياساتها مع الأُمَّة، وفلسفتها في الحکم، ودحض حججها المزعومة في أحقيتها تولي سُدَّة الحکم، والفريق الثاني الشعراء الموالين للسلطة للأموية العازفين على أوتار المديح لها ولأمرائها، وکيفية تصويرهم لصورة الذئب وتعاملهم معها، وموقفهم من شعراء الخصوم، وعقبت ذلک بموازنة أبرزت تناول الفريقين لصورة الذئب ودلالاتها عندهم، ثم موازنة موقف الفريقين جميعا مع الشعراء المخضرمين، ومناقشة دلالة تغير ملامح الصورة أو ثباتها. وذيلت الدراسة بأبرز النتائج، والتوصيات، وقائمة المصادر والمراجع.