يتناول البحث نشأة مجالس شوري الحرب وأسباب انعقادها في عصري الولاة والإمارة فکان من أسباب نشأتها في عصر الولاة (91-138هـ/711-756م) ذلک أنه بعد أن استقر المسلمون في الأندلس ، وثبتوا أرکان دولتهم الفتيه ، کان علي الدولة الإسلامية أن تعمل علي حماية حدودها ، وتبين لها أن ذلک لا يتم إلا بإخضاع الدول المجاورة ، لذلک کان علها غزو بلاد غالة وعبور جبال البرتات وهي التي تفصل الأندلس عن جنوب فرنسا ، وقد وصلت جيوش الفاتحين للأندلس إلي نواحي جليقية وأشرفت علي خيخون ، قرب خليج بسکاية ، وکانت غايتها القضاء علي فلول القوط الهاربين من الفتح الإسلامي ،ولکنهم ترکوها دون فتح مما أدي إلي نمو حرکة المقاومة الاسبانية بعد ذلک والتي أخذت تعمل علي استرداد الأندلس تدريجيا مستغلة الخلافات والفوضى في صفوف المسلمين. کما تناول البحث أسباب نشأة مجالس شوري الحرب في عصر الإمارة (138-300هـ/755-912م) ومنها1- غزوات النورمان (الفايکنج): فقد تعرضت الأندلس خلال القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) إلي عدة غزوات بحرية قادمة من المناطق الشمالية من أوروبا والتي عرفت باسم الفايکنج وقد کان علي أمراء قرطبة عقد العديد من المجالس الحربية واتخاذ إجراءات ضخمة للتصدي لها ومنع تکرارها، فکان عليهم سد الثغرة الکبيرة في قوتهم العسکرية وبناء أسطول جديد بالإضافة إلي تحصين السواحل والمدن.