يسهم السکان بفاعلية فى تغيير خصائص النظم البيئية، على اعتبار أنهم المکون القادر على إحداث ذلک من بين مکونات هذه النظم. وينطوي هذا التغيير على الکثير من الجوانب الإيجابية والسلبية التى تؤثر فى کل الأحوال على رفاهية الإنسان ومستوى معيشته اللائق؛ لذا يمکن القول بأن التغيير فى حالة النظم البيئية وخصائصها يبدأ من الإنسان وإليه ينتهي.
والنظام البيئي الحضري أحد النظم البيئية العشرة الرئيسة فى العالم وفق تقرير "تقييم النظام البيئي للألفية Millennium Ecosystem Assessment"، الصادر برعاية الأمم المتحدة فى عام 2005. ويقدم النظام لقاطنيه صنوف من الخدمات، وتعد "خدمات الإمدادProvisioning Services " الأکثر أهمية لکونها خدمات حياتية وضرورية تضمن التدفق الدائم لإمدادات: مياه الشرب، والکهرباء، والغاز المنزلي، والسلع التموينية، والخبز، والحبوب الغذانية وغيرها.
ويتسم "النظام البيئي الحضري للمطريةMataria Urban Ecosystem " بمساحته العمرانية المندمجة، والنشأة المخططة، والموقع الجغرافي المطل على بحيرة المنزلة، بالإضافة إلى استقرار النمو السکاني طوال تاريخها الإحصائي المعلوم، وعلى الرغم من ذلک شهدت الفترة التعدادية الأخيرة (2006- 2017) زيادة غير مسبوقة بنحو 40 ألف نسمة، کما زاد معدل النمو السکاني بمقدار 3,1%. وعادة، ترتبط الزيادة فى عدد السکان بزيادة فى معدلات الاستهلاک، وانخفاض فى نصيب الفرد من خدمات الإمداد.