برز دور الجيش المصرى فى عهد أحمد بن طولون، بتأمين حدود مصر الخارجية شرقا مع العباسيين والبيزنطيين، وجنوب مصر وغربها، والقضاء على الفتن والثورات؛ مما أعطاه الفرصة لإنجاز العديد من المشروعات التنموية الاقتصادية والعمرانية فى مصر؛ فاکتسب بذلک ثقة الجيش وقواده، وکذلک غالبية فئات المجتمع المصرى؛ لذلک عد الجيش المصرى آنذاک أحد أهم المحاور الرئيسة فى مصر، الأمر الذى مکن ابن طولون من جعلها کيان خاص داخل الکيان الإسلامى العام – الدولة العباسية- ومستقلا بأمورها کلها؛ فأصبح نموذجا سار على منواله کل من حکم مصر واستقل بها من بعده.
ومن دواعى اختيار هذا الموضوع، محاولة إلقاء الضوء فيما يتعلق بجهود الجيش المصرى فى عهد ابن طولون؛ لبسط سلطانه على مصر والشام وثغورها؛ فأصبحت مصر مرکز قوة للعالم الإسلامى؛ مما أدى إلى الثراء ومن ثم التنمية فى مصر، وتعد تلک التجربة محاولة لإيجاد ارتباط وثيق الصلة بين جهود الجيش العسکرية ودورها في حرکة الإصلاح الشامل.
اتضح أن المادة العلمية فى الدراسات الحديثة، التى تناولت هذه الفترة رغم کثرتها؛ إلا أنها لم تلق الضوء فيما يخص الورقة البحثية المطروحة،