إن القضية الأساسية التي تتناولها الدراسة الحالية تتمثل في النظر في مخرجات التعليم العالي وکيفية تحسينها؛ بحيث يصبح أکثر تواؤمًا لمواجهة التهديدات الأمنية غير التقليدية التي يشهدها العالم العربي بأسره. ومن ثمّ فإن أهداف الدراسة تتحدد في الآتي: 1- دراسة المشهد الأمني الجديد بما يحويه من تهديدات؛ أبرزها وأهمها: أمن الموارد، الأمن البيئي، والجريمة المنظمة، الحروب البيولوجية والأوبئة. 2- التعرف على جودة التعليم العالي في الدول العربية، وذلک من خلال عرض أهم المشکلات التي تتعرض لها الجامعات العربية. 3- تحليل العلاقة بين التعليم العالي والتهديدات الأمنية غير التقليدية. وقد بلورت الدراسة أهدافها في فرضيتين أساسيتين أولاهما: التهديدات الأمنية غير التقليدية المصاحبة للمتغيرات العالمية، وعلاقتها بالمخرج التعليمي، ثنتاهما: کيفية تحسين مخرجات التعليم العالمي في الدول العربية لمواجهة التحديات العالمية. وتتبنى الدراسة الراهنة المقولات والقضايا النظرية في تيار ما بعد الحداثة، کما تعتمد للتحقق من هذه الفروض على منهج إعادة التحليل. وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج العامة والتوصيات أهمها: تتمثل أهم صور التهديدات الأمنية غير التقليدية التي تواجه الدول العربية کافة في النمو السکاني المتزايد، والنقص في الموارد الطبيعية، والجريمة الدولية المنظمة، والحروب البيولوجية والأوبئة. إن الحديث عن تجويد التعليم الجامعي حديث حتمي؛ لمواکبة التغيرات العالمية المعاصرة، وما نتج عنها من تهديدات أمنية غير تقليدية؛ فالعصر الذي نعيشه - عصر العولمة -لا مکان فيه للقدرات العادية في سوق التنافس العالمي، القائم على الجودة في تحصيل المعرفة والعلم.