إن أثر الدلالة في التوجيه النحوي للنص اللغوي عامة ، والقرآن الکريم خاصة عظيم وبالغ الأهمية ، ولکنَّ هناک شيئًا آخر أعظم وأکثر أهمية ؛ هو التکامل بين هذه الدلالة وعوامل لغوية أخرى قد تکون نصية " أي داخل النص " ، أو غير نصية " أي خارج النص " ، وهي التي تشارک الدلالة وتعينها وتعضّدها في أداء مهمتها .
وهذا البحث يُعنَى بهذه القضية ، وعنوانه :
أثر التکامل بين الدلالة وعوامل نصّيَّة وغير نصِّيَّة في التوجيه النحوي .
 " القرآن الکريم أنموذجًا "
وقد حصرت هذه العوامل في سبعة أشياء تناولتها في سبعة مباحث ، موضحا ومبينا أثر کل واحد منها بالشواهد الدالة عليها من النص القرآني، مع بيان الأفکار النظرية الواردة في کل منها ، وهذه العوامل على النحو الآتي :
ستة عوامل نصية هي :

تعدد معاني الکلمة أو " المشترک اللفظي " .
تعدد الوظائف النحوية للکلمة .
اتفاق الوظائف النحوية في علامة إعراب واحدة .
ذَهاب علامة الإعراب .
حذف بعض عناصر الجملة  .
طريقة قراءة النص .

عامل واحد غير نصيّ هو:

الخلاف النحوي في النظرية والتطبيق .

وقد تکاملَ کل عامل من العوامل السبعة السابقة مع الدلالة فکان لذلک أثر کبير في تعدد صور التوجيه النحوي التي ظهرت جليَّة في کثير من الشواهد القرآنية داخل کل مبحث .
وقد أسفر البحث عن نتائج عدة ، منها :
- دراسة النصوص اللغوية خاصة الدراسة الدلالية والنحوية لها أهمية کبيرة ، لکن النص القرآني هو أهم هذه النصوص على الإطلاق ، وأشدّها خطرًا ، لأن دلالاته وما يتبعها من توجيه نحوي يترتَّب عليهما أحکام کثيرة عقدية أو فقهية أو غيرهما .
- إن دلالة النص ذات أثر بالغ في توجيهه توجيها نحويا ، فلا يمکن أن يقوم هذا التوجيه على الوجه الصحيح إلا بالوقوف على دلالة النص متمثلة في دلالة کلماته وتراکيبه ، سواء في بنيتها الظاهرة، أو في بنيتها العميقة، وما يمکن أن يتصل بذلک من سياق داخلي وخارجي .
- لا تکفي الدلالة وحدها في القيام بهذه المهمة ، ولکن هناک عوامل لغوية أخرى ذات أثر واضح تعين الدلالة وتعضّدها وتتکامل معها ، بعض هذه العوامل موجود داخل النص نفسه ؛ وبعضها خارجه لکنَّ له أثرًا کبيرًا فيه ، ومن أهمها – في رأيي – تلک العوامل السبعة السابقة .