Subjects
-Abstract
لم يختلف الإنسان البيزنطي عن غيرِه، حيث افترض وجود عالَم علوي مفارق لعالمه الدنيوي، وزاد افتراضه أن هذا العالَم يحکم العالَم ويرسم المصير بقدرته، فأضفى عليه کل معاني التقديس والتعظيم والإجلال، ومن ثَمَّ کان لا بد من وجودِ رموزٍ أو أدواتٍ تواصل مع هذا العالَم العلوي إکتناهاً لجماله واستلهاماً لسحره، ودفعاً لسطوته، ولأن هذا العالَم العلوي المقدس يفيضُ بالقوة والقدرة والاقتدار، ويمتلکُ أسباب المنع والعطاء والموت والإحياء، اعتقد الإنسان البيزنطي مثل غيره في الضريح، کأحد مسائل التواصل مع الروح الکونية لهذا العالَم العلوي استجداءً لعطفه والتماساً لرحمته.
وتزخر الإمبراطورية البيزنطية بالعديد من أضرحة القديسين، مما أَهَّل فضاءاتها أن تکونَ مسرحاً للزيارات والاحتفالات، حتى أصبحت واحدةً من بين الظواهر الاجتماعية الدينية والثقافية، بکل ما تکتنفها من أبعادٍ مقدسةٍ.
والدراسة جاءت هنا لا لکي تُثبت أو تَنفي فائدة زيارة الأضرحة، فزائر الضريح ليس بملاکٍ ولا مخالفه بشيطان، بل أنهما حبتان من حبات عقد البشرية، التي يُؤخَذُ منها الخير، ويُرَدُّ إليها الشر.
ولم تقصد الدراسة إلا أن تکون عينةً لنمطٍ من معايشة الماضي کثقافة، وهي معايشة عميقة يمکنها أن تَصْدُرَ عن فعالية مذهلة لراسب ثقافي وهي الثقافة القديمة المتوارثة في إستمراريتها التاريخية.
وأخيراً فإن الدين والمقدس سوف يستمران في الوجود، وهما ضروريان من أجل الوجود الإنساني ذاته، لکن المؤکد أن المقدس في زحفه يدمر کل المعاني الدنيوية للوجود العقلاني.
DOI
10.21608/qarts.2022.119426.1365
Keywords
الأموات, الأحياء, الأضرحة, المجتمع البيزنطي
Authors
First Name
محمد عبدالشافي محمد
MiddleName
-Affiliation
أستاذ تاريخ العصور الوسطى المساعد - کلية الآداب - جامعة جنوب الوادى
Email
abdelshafiy@gmail.com
City
-Orcid
-Link
https://qarts.journals.ekb.eg/article_234253.html
Detail API
https://qarts.journals.ekb.eg/service?article_code=234253
Publication Title
مجلة کلية الآداب بقنا
Publication Link
https://qarts.journals.ekb.eg/
MainTitle
الأضرحة وأثرها على المجتمع البيزنطي