يتناول هذا البحث قضية بناء الوعي وتشکيل الهوية الوطنية عند الشيخ حسين المرصفي (1810-1890م)، الذي طرح رؤية لبناء الوعي اعتمدت على تقدّيم فلسفة نفعية واقعية انطلقت من تحليل الطبيعة الإنسانية، وقراءة واعية للتاريخ والواقع، ورؤية تجديدية وواقعية في فهم الدين، وتکوين الدولة الوطنية؛ وذلک من خلال عدد من المحاور هي:
أولًا: قراءة فلسفته حول الطبيعة البشرية والتمدن الإنساني، التي تعرَّض فيها لأصل الطبيعة البشرية وجدلية المزاحمة والمساعدة، ثم تکوين الدولة، ورأيه أن العداوة سابقة في الإنسان، وقانون العداوة والتطور ودور الدين في ذلک، ونظرية المنفعة العامة کأساس للعلاقات بين الأمم.
ثانيًا: أسس الوعي عند المرصفي، التي تمثّلت في أربعة أسس هي: النقد، والنزعة العقلية العلمية، والواقع، وبناء المفاهيم.
ثالثًا: آلية الوعي عند المرصفي، وهي آلية واحدة، وهي التربية، التي رأى أنها الآلية الوحيدة الفاعلة لتکوين الوعي في مرحلة بناء الوطن، ثم تأتي بعدها باقي الآليات بعد أن تؤسِس لها التربية الأساس السليم الذي تُقام عليه، فوقفت على مفهوم التربية وغايتها، ثم العالم والمتعلم وعلم تخطيط الإنسان، والنموذج المعرفي وإثبات الذات، ثم عرضت للأصول الثلاثة للإصلاح والسعادة عنده وهم: الأصل الأول: تحديد مفهوم السعادة والتربية الأخلاقية، الأصل الثاني: الهوية الوطنية والتربية العملية: الأصل الثالث: الأدب أو الأخلاق المهنية.