موضوع الدراسة (العفو السياسي في عصر النبي صلي الله عليه وسلم (1-11ه/ 622-632م)، لما له من تأثيرات علي مجريات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ودراسة هذا الموضوع تکشف لنا الکثير من الحقائق التاريخية وخاصة أن النبي (ص)   کان قدوة للعالمين في العفو المستمد من خلقه الکريم والذى عبر بقوة عن سماحة الدين الإسلامي وعن عبقرية النبي (ص)  في مواجهة أعدائه، فأعداء اليوم هم منأسلموا بعظيم عفو النبي(ص)  وحملوا راية الدين وبلغوه لغيرهم، وکان لعفو النبي (ص)  العديد من النتائج العجيبة والتي جنتها الأمة لاحقاً، فکان(ص)  قدوة للخلفاء والولاة والقادة الذين آتوا من بعده، والخلفاء مثلوا القوة السياسية والروحية التي تعتمد عليها الأمة في إرساء قواعد حکمها وسيطرتها ومجدها، ولقد استمد الخلفاء مکانتهم من "کونهم حفظة للدين وحماة للشريعة" فولوا الولاة وسيروا الجيوش وعينوا القضاة ووزعوا الأموال، وواجهوا العديد من المشکلات السياسية، فظهر عفوهم العظيم في مواجهتها، وفي هذه الرسالة سوف يتم الکشف عن العديد من تلک المواقف. «وما يشاهده الناظر في کتابي هذا من خطأ ووهم فليعلم أني لم أقله من نفسي، وإنما نقلته من کلام العلماء وأهل الحفظ والإتقان، ويکون الخطأ يسيرا إلى ما فيه من الفوائد والصواب، ومن الله سبحانه أستمد الصواب في القول والعمل».