لقد شهد العلم منذ العصر الحديث ثورات علمية صاحبها تغير جذري في المفاهيم العلمية ، وبذلک تغيرت نظرة الإنسان إلي العالم وقد کانت لنظرية " نيوتن " و " أينشتاين " وغيرهم دور حاسم في تغير نظريات علمية کانت قائمة ، ما فتح افاقاً جديدة للبحوث العلمية ، کما أفرز کذلک هذا الواقع الجديد مشکلات علمية جديدة عن العلماء إلي إيجاد حلول لها ، جزئية کانت أو کلية .
يتميز تاريخ العلم بالثورات في النظرة العلمية ، ولدي العلماء نظرة عالمية أو " نموذج " ، والنموذج هو إنجاز علمي معترف به عالمياً ، يوفر لفترة من الوقت مشاکل نموذجية وحلول لمجتمع الممارسين ، ويربط توماس کون العلم السوي بالنموذج الإرشادي ، حيث إن ذلک هو المفهوم الجوهري في فلسفته بقضاياه التجريبية والنظرية ، کما أنه يتبني الثورات العلمية کتغيير في النظرة إلي العالم وإعادة صياغته ، ويشبه کون الثورة العلمية بالثورة السياسية لأن هذه الأخيرة تحدث عندما يعجز النظام السياسي عن إيجاد حل للمشکلات القائمة .